كتب أ/عمر سعيد بالبحيث
مسؤولو اليمن وساستها وأحزابها ومناصروهم من الجنوبيين يتبادلون أدوارهم في كافة المجالات بإتقان. مستغلين وجودهم في الحكم في الجنوب بما يوفر لهم الإمكانات يتيح لهم الفرص يهيئ الظروف، وبما يسمح لهم إنعاش حنينهم للماضي القريب تحديدا فترة ما تعرف بسبعة يوليو الموسومة بانتصار الشمال على الجنوب من 1994م وحتى 2015م. وهي فترة زمنية ليست بالقليلة لا يسهل تجاوز ذكرياتها بالنسبة لحكامها وساستها وقادتها مدنيين وأمنيين وعسكريين. ولا حتى للبعض من الجيل الذي نشأ في ظل تلك الفترة الواحد والعشرين سنة. استصعبوا التأقلم والتكيف على واقع جديد يختلف عن واقعهم الذي كان فيه العسكري الشمالي وأبسط حارس قبيلي يتمسأل على أكبر مسئول منهم جنوبي الأصل.واقع كانوا فيه طائعين طاعة عمياء بلا صلاحيات يسوقهم الرعوي يأخذ جميع مواردهم وموارد أهلهم الجنوبيين من بين أيديهم ومن خلفهم ومن تحت أقدامهم.
واقع تعاملوا فيه مع الناس كالقطيع، فليس غريبا على من يهن ويفضل الذل والهوان على العزة والكرامة أن يحن إلى ذلك الوضع بل طبيعي أن يستميت في سبيل إعادته ليقوم بالتمثيل تارة أخرة ويكرر أداء لعبة العرائس الدمى لذبح الجنوب على مسرح حقوق الإنسان.
أما واقع اليوم الجديد فإنه مبني على الصدق والحقيقة والتشاور والمصالحة. لا يترك بابا مفتوحا للتأويلات ولا يفسح مجالا لقصور الفهم المتعمد وغير المتعمد. واقع يقوي مشاعر حب الانتماء للوطن والهوية الجنوبية. لأن قوة حب الجنوب دائما هي الغالبة على حب القوة الشمالية. هذا الإحساس يغمر شباب الجنوب اليوم. ولما لا . فمن خلال لفتة سريعة إلى فترة ما قبل 2015م كان شبابنا الجنوبيون محرومون من حقوقهم وواجباتهم. محرومون من التجنيد في الأمن والجيش. ممنوعون من ارتداء البدلة العسكرية وحمل السلاح وقيادة العربات العسكرية والأطقم بل وحتى من ركوبها. والذي كان ممنوعا على شبابنا الجنوبي كان مسموحا لشبابهم الشماليين ومتاح ومتوفر موجودون في كل المعسكرات منتشرين في كل النقاط.
حقيقة يحاول طمسها منزوعو الإرادة والقرار المتمسكون بالوحدة والمنادون لليمن الواحد والجمهورية اليمنية.
هدفهم إقصاء وتهميش شباب الجنوب وإحلال محلهم شباب الشمال والإتيان بهم مرة أخرى إلى الجنوب.
ولو بقي الحال كما كان قبل 2015م أو أعادوه لظل ويظل شبابنا عاطلين بلا عمل قابعين في البيوت متسكعين في الشوارع، ولكن بإيمانهم القوي بالله وبعزيمتهم وإرادتهم ووعيهم السياسي وحبهم لوطنهم الجنوبي صنعوا المستحيل شيدوا مجدهم وتاريخ واقع جديد في فترة ما بعد 2015م. وهي فترة الحرب على الحوثعفاشين محققين النصر متحملين المسؤولية بجدارة وإخلاص لوطنهم الجنوبي أطاحوا بالمركوزين الجنوبيين الذين كانوا حجر عثرة في طريق تقدمهم، فأصبحوا قادرين على مواجهة أكبر كبير شمالي. وفي واقع هذه المرحلة الجديد حان الوقت لمن لايزال في غفلته، ولمن بحكم التزامات لا تمت بالمهنة والوظيفة المدنية والأمنية والعسكرية بأي صلة أن يصحوا من غفلتهم وسباتهم ويدركوا أنه لولا قضية الجنوب وحاملها السياسي المجلس الانتقالي الجنوبي لما تحققت لهم مكانة وتأسست لنا ألوية على أرض الجنوب ولما تم بناء قوات مسلحة جنوبية قائدها الأعلى عيدروس قاسم الزبيدي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي.
فلولا السعي والنضال من أجل إقامة دولة الجنوب العربي الفيدرالية المنشودة لما برزت الحاجة إلى شبابنا في قواتنا المسلحة الجنوبية والأمن.