قال تحليل نشره معهد واشنطن إن “التطبيق الذكي لفن إدارة الدولة أنتج وقف إطلاق النار في لبنان، وخلق الآن فرصة لإنهاء الحرب في غزة. كما أن العلاقات الشخصية ضرورية للدبلوماسية الناجحة، خاصة في الشرق الأوسط”.
وأعتبر التحليل أن “وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، الذي توسط فيه مبعوث الرئيس جو بايدن آموس هوكشتاين، إنجازًا مهمًا. يعكس دروسًا في الدبلوماسية وفن إدارة الدولة. وهذه الدروس يمكن تطبيقها على غزة والشرق الأوسط الأوسع من قبل إدارة بايدن في أيامها المتبقية، وكذلك من قبل إدارة ترامب القادمة”.
وأوضح التحليل أن “استخدام القوة العسكرية دون ارتباطها بنتيجة سياسية قابلة للتحقيق محكوم عليه بالفشل. فالقوة أداة وليست غاية بحد ذاتها.واستخدام إسرائيل للقوة مهّد الطريق للدبلوماسية من خلال إضعاف حزب الله بشكل كبير. بعد أن فرض حزب الله عليها حربًا محدودة لمدة عام تقريبًا”.
وأضاف التحليل أن “إدارة بايدن أدركت أن الإنجازات العسكرية لإسرائيل خلقت فرصة للتوسط في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله من خلال الحكومة اللبنانية. بعد ضعف حزب الله وتجنب إيران مزيدا من الخسائر وسعيها لإنهاء الحرب”.
وأشار التحليل إلى أن “المفاوضات نجحت في لبنان لأن إسرائيل كانت تمتلك أهدافًا سياسية واضحة ومحدودة وقابلة للتحقيق. عندما فهم الإسرائيليون أنهم لا يمكنهم القضاء على حزب الله؛ وكان هدفهم ضمان ألا تكون هناك قوات لحزب الله جنوب نهر الليطاني، وألا يتمكن من إعادة التسلح هناك بسهولة”.
ولفت التحليل إلى ان “إسرائيل ارتكبت في غزة نفس الخطأ الذي ارتكبته إدارة جورج بوش في العراق وأفغانستان، حيث فشلت منذ البداية في ربط عملها العسكري بأهداف سياسية قابلة للتحقيق. فقد تمكنت من تدمير وهزيمة حماس ولكن ليس القضاء عليها”.
وأردف التحليل أنه “يتعين على إسرائيل أن تتجنب الفراغ في غزة الذي يمكن أن تعود حماس من خلاله، أو البقاء إلى أجل غير مسمى، مما يعني ظهور تمرد. ويجب عليها الآن التركيز على تحقيق نتيجة دبلوماسية. مضيفًا أن “الخيار الأكثر قابلية للتطبيق هو إدارة مشتركة مؤقتة تكون الإمارات جزءًا منها لوضع حد لمعاناة الفلسطينيين”.
وخلص التحليل إلى أن “ترامب سيحتاج إلى التحرك العاجل للاستفادة من رأسماله السياسي مع السعوديين والإسرائيليين إذا كان يأمل في التوصل إلى اتفاق. وإن استطاع ذلك، فإن هذا الانجاز السعودي الإسرائيلي من شأنه أن يحول الشرق الأوسط، ويخلق تحالفًا لمواجهة التهديدات الإيرانية ويعزز الاستقرار والتقدم في المنطقة.”