سلّط تحليل نشره مركز سوث24 عن صحيفة الإيكونيميست الضوء على الحرب الأهلية في السودان وتداعياتها المأساوية على المدنيين، مشيرًا إلى أن “الحرب الأهلية السودانية من المرجح أن تصبح أكثر وحشية وتعقيدًا وصعوبة في الحل”.
وأوضح التحليل أن “مدينة الفاشر السودانية الواقعة في إقليم دارفور الغربي أصبحت نقطة البداية للمجاعة التي تهدد باجتياح البلد بأكمله بسبب شدة القتال هناك، وتعد مكانًا مناسبًا لفهم اتجاه النزاع الذي قد يكون الأكبر والأكثر تدميرًا في العالم اليوم”.
وأشار التقرير إلى أن “مدينة الفاشر كانت آخر معقل حضري للقوات المسلحة السودانية في دارفور، قبل أن تستولي قوات الدعم السريع، المتهمة بارتكاب فظائع متكررة، على جميع المناطق الأخرى في الإقليم قبل عدة أشهر”.
واعتبر التحليل أن “المحادثات الرامية إلى التوسط في وقف إطلاق النار أحرزت تقدمًا ضئيلًا، ومن غير المرجح أن يتغير هذا الوضع في عام 2025، حيث تعتبر القوات المسلحة السودانية نفسها الحكومة الشرعية وترفض الجلوس مع ما تصفه بـ “الميليشيا المتمردة”.
ولفت التحليل إلى أن “المساعدات الإنسانية، التي تهدف إلى تخفيف المجاعة التي يراها البعض الأسوأ منذ “القفزة العظيمة للأمام” في الصين، لا تزال غير كافية بشكل كارثي. وقد يتجاوز عدد الضحايا 10 ملايين شخص خلال العامين المقبلين، وسط جهود دولية محدودة لمنع هذه الكارثة”.
وخلص التحليل إلى أنه “رغم الخسائر الإنسانية الفادحة واحتمال تمدد حالة عدم الاستقرار إلى ما وراء حدود السودان، إلا أن الحرب الأهلية السودانية لا تحظى إلا بقدر ضئيل من الاهتمام الدولي مقارنة بالصراعات في الشرق الأوسط وأوكرانيا”.