كرة الثلج تتدحرج في المنطقة العرببة بسرعة جنونية، لا يدرك نتائجها إلا من يقرأ بإمعان الخطط التي رسمت لها، انفرط عقد المقاومة من غزة مرورا بلبنان ونزولا في سوريا، هذه المقاومة بنيت منذ عقود وانهارات خلال ١١ يوما وهذا يذكرنا بما قاله الزعيم الروسي فلاديمير لينين الذي قال: ” هناك عقود يحدث فيها شيء، وهناك أسابيع تحدث فيها عقود ” .
حزب الله تهاوى بتلك الصورة المتسارعة ومن بعده النظام السوري الذي لم يطلق طلقة واحدة في وجه القادمين، وبدون أن يصرح الحلفاء حتى بكلمة واحدة، هذه المقدمة تقودنا للحديث عن العنوان المتعلق بجماعة الحوثي التي تتابع سقوط من كانوا أقوى منها ومن كانوا أقرب للمعركة منها ومن يمتلكون حاضنة شعبية أكثر منها ومع ذلك سقطوا بتلك الصورة وبرغبة الحلفاء أيضا .
والسؤال، على ماذا تراهن جماعة الحوثي، فإيران لم تتدخل في غزة ولا في لبنان ولا في سوريا، فما بالكم في اليمن، والقبائل لن تقاتل معكم، فقد أهنتم كبرياءها وأذليتم أبناءها والموظفون لن يقفوا معكم فقد سرقتم مرتباتهم وعامة الناس لن يكونوا معكم لأنكم صادرتم حقهم في الحياة والجميع سيتشفون فيكم، حتى أن أحدهم سيكون يقول، يا مقاومة هذا حوثي متنكر تعال فاقتله .
المشروع الأمريكي في المنطقة والذي جعلكم جزء منه بعلمكم أو بغير علمكم، هو إزالة الجيوش والأسلحة الاستراتيجية من المنطقة وقد رأيتم كيف دمروا أسلحة سوريا وقبلها العراق وليبيا واليوم مطلوب تدمير ما ورثتموه من أسلحة الجيش اليمني، وسيتم تدمير هذه الاسلحة وقد قدمت لهم إيران الخرائط بالمواقع والمخازن كلها .
إذا كان بقي لديكم من عقلاء، فعليهم أن يسارعوا إلى تقديم مشروع مصالحة مع الشعب اليمني وتبدأون بصرف المرتبات التي سرقتموها خلال السنوات الماضية وإرجاع ما نهبتوه من أراضي وعقارات وقبول الاندماج مع الشعب اليمني لمواجهة المؤامرات الخارجية التي كنتم جزءا منها، لقد اتخذ القرار ولم يبق أمامكم سوى الرحيل، فلا تقرأوا الرسائل بشكل خاطئ، فلستم أقوى من حزب الله ولا من النظام السوري .