قال تحليل نشرته منصة الأخبار المتعمقة (IDN) إنه “يتعين على المجموعتين الأكبر في سوريا، هيئة تحرير الشام وقوات سوريا الديمقراطية، أن تدركا أن المفاوضات، على الرغم من صعوبتها، أقل تكلفة من أي مواجهة عسكرية. فمثل هذا الصراع سيكون مكلفا لكلا الجانبين وللسوريين ومستقبلهم.”
وأضاف التحليل أنه “حتى لو تمكنت السلطات السورية الجديدة بطريقة ما من الاستيلاء على الأراضي التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية حاليا من خلال حملة عسكرية مشتركة مع الأتراك، فسوف تضطر إلى مواجهة تمرد كردي مميت في شمال شرق البلاد، وهذا هو آخر ما تحتاجه سوريا الممزقة.”
لافتاً إلى أن “قوات سوريا الديمقراطية أثبتت نفسها باعتبارها الشريك الرئيسي للغرب في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وإذا تمكنت هيئة تحرير الشام من استيعابها في الحكومة المؤقتة الحالية، فهذا من شأنه أن يعطي دفعة دبلوماسية للحكومة السورية الجديدة، وخاصة بين الدول الغربية، ويمكن أن يعمل كمحفز على إزالة العقوبات المفروضة على سوريا.”
واعتبر التحليل أن “المثال المجاور المتمثل في تحالف قوات البشمركة مع الجيش العراقي هو أفضل مثال على ذلك. وحتى يتم التوصل إلى بعض الإجماع بشأن نقاط الخلاف الرئيسية مثل دمج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش السوري ووضعها. يمكن للطرفين على الأقل الاتفاق على الحفاظ على الوضع الراهن والبدء في التعاون بشأن القضايا الرئيسية، مثل تقاسم الموارد واللامركزية.”
وأوضح التحليل أن “قوات سوريا الديمقراطية خطت خطوة إلى الأمام من خلال اتخاذ تدابير لبناء الثقة، مثل رفع العلم السوري الجديد، وإرسال وفد إلى دمشق لإجراء محادثات. والآن جاء دور الحكومة السورية المؤقتة بقيادة هيئة تحرير الشام للرد بالمثل.”
وخلُص التحليل إلى أنه “يتعين على جميع الأطراف الرئيسية في سوريا ضمان حل جميع المسائل العالقة من خلال المحادثات فقط، فالقتال لم يعد خيارًا. فسوريا مجتمع متعدد الأعراق من العرب السنة والأكراد والآشوريين والأرمن والتركمان والعلويين واليزيديين. ويجب على الجميع أن يدركوا أنهم مضطرون إلى إعادة بناء سوريا جماعيًا لضمان رفاهيتهم.”