تتواصل أزمة انهيار العملة اليمنية في ظل أوضاع اقتصادية ومعيشية متدهورة تعاني منها المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، وبدرجة رئيسية في الجنوب، وسط عجز حكومي عن توفير الخدمات الأساسية، بما في ذلك الكهرباء والمياه والصحة. وقد تجاوز سعر العملة يوم الأربعاء الماضي، 2360 ريال للدولار الواحد.
ويوم الأربعاء دعا البنك المركزي اليمني، المجلس الرئاسي والحكومة إلى اتخاذ تدابير عاجلة لاستئناف تصدير النفط وتشغيل الموارد السيادية لدعم استقرار العملة. وحثَّ البنك على إعادة توجيه جميع الإيرادات إلى حساب الحكومة العام، محذرًا من أن بعض الجهات الحكومية عطّلت الاستفادة من موارد سيادية حيوية.
وفي خطوة لاحقة، أصدر البنك المركزي يوم الخميس توجيهات لمحلات الصرافة بوقف شراء وبيع العملات الأجنبية في محاولة لكبح تراجع العملة المحلية، وفقًا لمصدر مصرفي لمركز “سوث24”.
وفي تطور آخر، وقّعت الحكومة اليمنية والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، يوم السبت، اتفاقية لتنظيم الترتيبات المالية واستئناف المشاريع التنموية الكويتية في اليمن، إلى جانب إعادة هيكلة سداد المتأخرات المستحقة للصندوق. ويشمل التمويل الكويتي قطاعات حيوية، مثل الكهرباء والطاقة والتعليم والأشغال العامة، وفقًا لوكالة الأنباء الحكومية “سبأ”.
ولم تتخذ الحكومة اليمنية أي تدابير عملية حتى الآن لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي تهدد بانهيار واسع في البلاد. كما لم يصدر عن التحالف الذي تقوده السعودية والذي ينشط في اليمن وفقا للبند السابع الصادر عن مجلس الأمن الدولي منذ العام 2015، أي تعليق بشأن هذه التطورات.
من ناحيته قال المبعوث الأممي لدى اليمن، هانز غروندبرغ، أنّ التدهور السريع للوضع الاقتصادي في اليمن يثير قلقاً بالغاً.
وأضاف في كلمة له الخميس أمام مجلس الأمن “شهدت عدن ثلاثة أيام متتالية من انقطاع الكهرباء، ما دفع الناس إلى الخروج إلى الشوارع. وقوع هذه الأزمة خلال فصل الشتاء—حيث يكون الطلب على الطاقة أقل—يبرز مدى تفاقم الأزمة.”
وبحسب غروندبرغ “هذه المعاناة الاقتصادية لا تقتصر على المناطق تحت سيطرة الحكومة، بل يعاني السكان في مناطق أنصار الله من تحديات مماثلة في توفير احتياجاتهم الأساسية.
وقد ناقش رئيس المجلس الرئاسي، الأحد الماضي في الرياض، مع قيادة هيئة التشاور والمصالحة، الأوضاع المحلية في اليمن. مشددا على ضرورة تنفيذ قرارات عودة المؤسسات الحكومية للعمل من الداخل.
ويوم أمس الخميس وصل العليمي إلى مدينة ميونخ الألمانية للمشاركة في مؤتمر ميونخ للأمن.
من ناحيته ناقش عضو المجلس الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، مع السفير الأمريكي لدى اليمن، ستيفن فاجن، الأزمة الاقتصادية وتدهور الخدمات الأساسية.
ودعا الزبيدي إلى تفعيل الموارد الاقتصادية بشكل عاجل ومستدام، مشددًا على ضرورة ضبط السياسات المالية وتعزيز الرقابة لضمان الاستقرار المالي، وفقًا لإعلام المجلس الانتقالي.