عام مضى على رحيلك ابي في مثل هذا اليوم 26 رمضان صباح الجمعة وكأن الرحيل كان بالأمس رحلت يا ابي ولكنك لم ترحل عن قلوبنا رحلت جسدا لكنك مازلت حيا باقيا معنا
عام مضى لم يبرد جرح الفقد ولم تهدأ لوعات الاشتياق ما زالت كل الأماكن تحمل عبق حضورك وما زالت كلماتك تتردد في مسامعي كأنها نشيد خالد ما زلت اسمع صوتك ينادي وارى خطواتك تملأ المكان بالحياة كأنك لم تغب وكأن غيابك مجرد وهم رحيلك لم يكن مجرد حدث عابر بل كان زلزالا هز كياني وترك فراغا لا يملؤه احد كنت
ابي لست وحدي من ابكيك فبعد رحيلك بكتك الأرض التي شهدت عدلك وبكتك المحاكم التي علت بك منصاتها وبكاك الضعفاء الذين كنت لهم العادل والمنصف
بعد رحيلك ما زالت رسائل المستجيرين ممن طالهم الجور تصلني الى هاتفك كأنهم يأبون ان يصدقوا رحيلك وانك بين يدي الله فلا زالوا يطلبون انصافك وكأنك العدل الذي لن يتكرر
كم من مظلوم طرق بابك فوجدك منصفآ، كم من صاحب حق أوصدت في وجهه الأبواب فكنت له سندآ كنت لا تخشى في قول الحق لومة لائم فكنت للقضاء عنوانا وللنزاهة رمزا وللشرف معنى لقد كنت مدرسة في العدل ومعينا لا ينضب من النزاهة ونبراسا يهتدى به في دروب الحق كنت الإنسان قبل أن تكون القاضي وكنت الرحمة قبل أن تكون الحكم كنت نصير الضعفاء والمقهورين كيف لا وأنت الذي أفنيت عمرك في ميزان العدل حتى اخر ايام حياتك ولم يوقفك مرضك وتدهور حالتك عن انجاز قضايا الناس برائة للذمة كما كنت تقول لنا
رحلت ولكن أثرك باقي وذكراك محفورة في قلوب الالاف، وشهاداتهم في تاريخ عدلك ستروي للأجيال قصة رجل لم يكن العدل عنده مهنة بل عقيدة وقضية وحياة كنت رجلا بأمة لم تكن مجرد قاض يحكم بين الناس بل كنت المنقذ والمنصف كنت ملجأ للضعفاء وملاذ للمظلومين وسندا لكل من أرهقته الحياة كنت عادلا في زمن عز فيه العدل، نزيها في وقت قل فيه الشرفاء، قويا في وجه الظلم، ودودا رحيما متواضعآ في وجة المظلومين
كلماتك الاخيرة لن تغيب من مسمعي ولو للحظة ما زلت استرجع وصاياك واحاول السير على خطاك ومبادئك وقيمك، لم تترك شيئ لكنك تركت ارثا من القيم والمبادئ وارثا من التواضع والاخلاق والسيرة العطرة
رحمك الله يا ابي وجعل قبرك روضة من رياض الجنة وغفر لك وأسكنك الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والاخيار