وجه الدكتور علي القحطاني الأكاديمي في جامعة عدن، نداءً عاجلًا إلى الصحفيين والإعلاميين والناشطين في مختلف وسائل الإعلام، دعاهم فيه إلى التفرغ والتركيز على تغطية الانهيار الاقتصادي المتسارع الذي تشهده المحافظات الجنوبية المحررة، وما نتج عنه من أوضاع إنسانية كارثية.
وأكد القحطاني أن الانهيار غير المسبوق للعملة الوطنية، وتزامنه مع الارتفاع الجنوني في أسعار السلع الأساسية، قد خلق وضعًا معيشيًا مأساويًا يفوق الوصف، حيث أصبحت المجاعة واقعًا ملموسًا في الشوارع، وتفشت مظاهر الفقر المدقع والعوز بين فئات واسعة من المواطنين، في ظل صمت مريب وعجز واضح من قبل الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي، الذين لم يتخذوا حتى اللحظة أي خطوات جادة لمعالجة هذا الانهيار.
وقال القحطاني إن الإعلام اليوم مطالب أكثر من أي وقت مضى بأن يكون صوت المواطن، وعدسة الحقيقة، وقلم الوطن الذي يكشف الواقع بلا مواربة، ولقد أصبح من الضروري توحيد الخطاب الإعلامي وتسليط الضوء على معاناة الناس بشكل عام، وفي مقدمتهم المعلمون وأساتذة الجامعات، الذين يواجهون الإذلال والتهميش في وطن يُفترض أنه تحرر.
وأشار القحطاني إلى أن استمرار تجاهل الإنهيار للعملة والتدهور الاقتصادي المتسارع من قبل وسائل الإعلام، أو التعتيم عليها، يساهم – وإن عن غير قصد – في شرعنة هذا الواقع المأساوي، ويزيد من معاناة الشعب الذي يموت جوعًا وسوء تغذية، في ظل تجاهل حكومي فاضح.
وختم القحطاني بالقول: ليكن إعلامنا خلال هذه الفترة من يومنا هذا في صف الوطن والمواطن والتركيز على تدهور العملة والانهيار الاقتصادي ، لا في صف العجز والفشل.