قال تحليل نشرته شبكة “سي إن إن” الأمريكية للكاتب “توم فورمان” إن “الرئيس دونالد ترامب، خلال ولايته الثانية، راهن بقوة على الرسوم الجمركية كأداة رئيسية لإعادة إحياء الاقتصاد الأمريكي وفرض هيمنته على الدول الأخرى، غير أن هذا الرهان سرعان ما انهار.”
وأضاف التحليل أن “ترامب اعتقد أن فرض رسوم ضخمة على الواردات سيؤدي إلى تقليص العجز التجاري، وإعادة الوظائف الصناعية إلى الداخل الأمريكي، وإجبار الدول الأخرى، سواء كانت حلفاء أو خصومًا، على الرضوخ لمطالبه التجارية.”
وأشار إلى أن “ترامب تجاهل تحذيرات خبراء الاقتصاد الذين نبهوا إلى أن المستهلكين الأمريكيين، وليس الحكومات الأجنبية، هم من سيدفعون ثمن هذه الضرائب. فجاءت النتائج كارثية: انهيار سريع في أسواق المال، خسارة نحو 6 تريليونات دولار خلال أسبوع، تصاعد التحذيرات من ركود اقتصادي عالمي، تراجع حاد في ثقة المستثمرين، وعودة المخاوف من ارتفاع الأسعار لتخيم على الأسر الأمريكية.”
وأوضح التحليل أن “بعض أبرز المؤيدين التقليديين لترامب انتقدوا خطته بشدة، محذرين من أن ترامب يفرض ضرائب ضخمة على الأمريكيين دون نقاش عام أو موافقة الكونغرس. لكن ترامب أصرّ على موقفه، مؤكدًا أنه ‘يعرف ما يفعل’، مدعيًا أن الدول الأخرى ‘تتوسل’ لعقد صفقات تجارية معه.”
ولفت إلى أنه “مع تصاعد الخسائر الاقتصادية وضغوط الأسواق المالية، تراجع ترامب بشكل مفاجئ عن جزء كبير من الرسوم عبر تعليقها لمدة 90 يومًا، مما كشف عن ارتباك استراتيجي.”
وأردف التحليل أن “عواقب الرهان الخاسر بدأت تتضح بجلاء، إذ فرضت الصين رسوماً مضادة بنسبة 125% على السلع الأمريكية، بينما واصلت الأسواق العالمية تذبذبها، وارتفعت تقديرات تكلفة الرسوم على الأسر الأمريكية إلى 4700 دولار سنويًا، مما أدى إلى اهتزاز صورة الولايات المتحدة كطرف تجاري موثوق عالميًا.”
وخلص التحليل إلى أن “ترامب، في أقل من مئة يوم على بداية ولايته الثانية، غامر بمصير مئات الملايين من الأمريكيين برهانه الكبير على الرسوم الجمركية، وأشعل أكبر حرب تجارية منذ أجيال. ولا يبدو واضحًا حتى الآن إن كان قادرًا على إنهائها.”