قدّم المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إحاطة شاملة أمام مجلس الأمن الدولي، مساء الأربعاء، استعرض فيها آخر تطورات الوضع في اليمن، محذرًا من تصاعد التوترات الإقليمية وتدهور الأوضاع الإنسانية والخدمية، ومشددًا على أهمية استئناف المسار السياسي.
اتفاق أمريكي – حوثي يبعث على الأمل ورحّب غروندبرغ بالاتفاق الأخير بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي بشأن وقف الأعمال العدائية، واصفًا إياه بـ”الخطوة الإيجابية” نحو تخفيف التصعيد في البحر الأحمر واليمن، داعيًا إلى البناء عليه للوصول إلى تسوية سياسية شاملة، ومثمِّنًا في الوقت ذاته جهود سلطنة عُمان في الوساطة.
تصعيد إقليمي يهدد المدنيين أدان المبعوث الأممي الهجوم الحوثي على مطار بن غوريون في الرابع من مايو، كما أعرب عن قلقه البالغ إزاء الرد الإسرائيلي الذي استهدف ميناء الحديدة ومطار صنعاء، واعتبره تصعيدًا خطيرًا. وأكد على ضرورة التزام جميع الأطراف بالقانون الدولي الإنساني، وضمان حماية المدنيين والمنشآت الحيوية.
أزمات معيشية خانقة في مناطق الحكومة وأشار غروندبرغ إلى تدهور الخدمات الأساسية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث تشهد العاصمة المؤقتة عدن انقطاعات كهربائية تصل إلى 15 ساعة يوميًا، بينما تعاني محافظتا لحج وأبين من انقطاع كلي للكهرباء منذ أكثر من أسبوعين. كما لفت إلى خروج احتجاجات نسائية في عدن تطالب بتحسين الخدمات وضمان الحقوق الأساسية، محذرًا من استمرار تدهور قيمة الريال اليمني الذي تجاوز حاجز 2500 ريال مقابل الدولار.
واقع مأساوي في مناطق الحوثيين وفيما يخص المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، كشف المبعوث الأممي عن استمرار أزمة الرواتب وتدهور القدرة الشرائية وشح السيولة، إلى جانب ازدياد وتيرة القمع والانتهاكات ضد المجتمع المدني.
خارطة طريق سياسية لا تزال صالحة جدّد غروندبرغ دعوته إلى العودة إلى مسار سياسي يشمل وقفًا شاملًا لإطلاق النار، وتعافيًا اقتصاديًا، وعملية سياسية جامعة. وأكد أن خارطة الطريق التي تم التوافق عليها لا تزال صالحة كأساس لأي تسوية مستقبلية، رغم التغيرات التي شهدتها البيئة الإقليمية منذ أواخر 2023، والتي تستوجب ضمانات إضافية من المجتمع الدولي.
احتجاز موظفي الأمم المتحدة يهدد العمل الإنساني كما طالب الحوثيين بالإفراج الفوري وغير المشروط عن موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والدبلوماسيين المحتجزين، محذرًا من أن هذه الانتهاكات تهدد الدعم الدولي وتضر بالفئات الأشد احتياجًا.
دعوة للسلام والشجاعة وفي ختام إحاطته، أكد المبعوث الأممي التزام الأمم المتحدة الكامل بدعم تسوية سياسية شاملة ومستدامة في اليمن، داعيًا جميع الأطراف اليمنية إلى “التحلي بالشجاعة واختيار طريق الحوار”، وحث المجتمع الدولي على مضاعفة جهوده لتقديم بديل حقيقي للحرب وتحقيق السلام.