استغرب الإعلامي إياد غانم من نغمة البعض الذين يروجون لفكرة أن الجنوبيين هم من جلبوا الدكتور رشاد العليمي والشماليين إلى حكم الجنوب بعد تحريره من الحوثي، واعتبر ذلك تجاهلاً متعمداً لحقيقة المشهد السياسي والعسكري المعقد.
وقال غانم في منشور له: “يا جماعة، من هو ذلك القائد الجنوبي الذي يطمح أن يشارك السلطة مع من أعلن الحرب عليه، واحتل أرضه، ودمر مؤسسات دولته، وسرّح أبناء شعبه من وظائفهم؟” مضيفاً أن تلك القوى هي من مارست الإقصاء والتهميش بحق الكوادر الجنوبية، وانتهجت القمع بحق الحراك الجنوبي السلمي، وزجت بآلاف الأحرار في السجون لمجرد رفعهم راية الجنوب أو المطالبة بحقوقهم المشروعة.
وأكد غانم أن محاولة البعض القفز على حقائق الواقع تهرب غير مبرر من فهم المشهد كما هو، مشيراً إلى أن الحرب الدائرة اليوم تُدار بوصاية خارجية وتشابك إقليمي ودولي منذ انطلاق عاصفة الحزم، بعد أن رهنت قوى الشرعية قرارها للخارج.
وأوضح أن اتفاق 2019م، الذي رعته دول الوصاية، وأفضى إلى شراكة اضطرارية بين المجلس الانتقالي الجنوبي وعدد من القوى الشمالية، لم يكن بداية الأزمة، بل نتيجة لتراكمات ومحاولات فرض شراكة غير متكافئة قادها الخارج.
وأشار إلى أن من فشل في تحقيق أي نصر عسكري أو تحسين الوضع الخدمي في الجنوب، هو ذاته من يراهن على تشويه الانتقالي، لافتاً إلى أن تلك القوى ترتبط بمنظومة فساد فاشلة لم تحقق أيًّا من أهداف الحرب، فلا تحررت صنعاء ولا تحسنت الخدمات.
واختتم غانم منشوره بالتأكيد على أن المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي، يقف بثبات ولن تؤثر فيه حملات التشويه، مشدداً على أن المشروع الجنوبي العادل سيصنع الفارق رغم كل التحديات، داعياً من يشككون في قدرة الانتقالي إلى مراجعة التاريخ القريب لمعرفة “أين كنا وأين أصبحنا اليوم”. وقال: “نصيحتنا لهم أن تكون عيونهم على الجمل لا على الذرة، والحليم تكفيه الإشارة”.