في ظل التحديات المتعددة التي يواجهها الجنوب، تظهر بين الحين والآخر محاولات لزرع الفتنة والانقسام بين أبناء الوطن الواحد من خلال نشر ثقافة العنصرية والمناطقية، وهي أدوات هدامة تستخدمها أطراف لا تريد للجنوب الاستقرار ولا للوحدة الجنوبية أن تكتمل.
إن أخطر ما يمكن أن يهدد النسيج الاجتماعي الجنوبي هو أن تتحول الخلافات إلى معارك هويات مصغرة، يتصدر فيها التعصب المناطقي أو القبلي أو السياسي، بدلاً من أن تكون هذه التنوعات مصدر قوة وتكامل.
لقد أدرك الجنوبيون، عبر تجاربهم الطويلة، أن التشرذم لا يخدم إلا أعداء الجنوب، وأن الطريق إلى التحرير والاستقلال وتحقيق تطلعات شعبنا لا يمر إلا عبر وحدة الصف الجنوبي وتجاوز الخلافات الصغيرة. فمهما اختلفت توجهاتنا أو خلفياتنا، فإننا جميعًا أبناء وطن واحد نحلم بمستقبل كريم وعادل ومستقر.
وفي هذا السياق، يبرز المجلس الانتقالي الجنوبي كإطار سياسي وتنظيمي جامع، استطاع أن يعبّر عن تطلعات الشارع الجنوبي، ويوفر مظلة جامعة لمختلف مكوناته، ويتحمل مسؤولية الدفاع عن القضية الجنوبية في مختلف المحافل.
ومن هنا، فإن الالتفاف حول قيادة المجلس الانتقالي، وتغليب المصلحة الوطنية على الأهواء والمصالح الضيقة، هو الخيار الواعي والمسؤول في هذه المرحلة الدقيقة.
إننا نهيب بجميع أبناء الجنوب، نخبةً وشعبًا، إلى الوقوف صفًا واحدًا في وجه كل من يسعى إلى زرع الفتنة وإحياء العصبيات المناطقية، ونؤكد أن المعركة اليوم ليست فقط ضد الخصوم الخارجيين، بل أيضًا ضد من يحاولون تفتيتنا من الداخل.
فلتكن وحدتنا الجنوبية درعًا حصينًا، ولنُفشل جميع المؤامرات التي تستهدف حاضرنا ومستقبلنا.