الصدارة سكاي / كتب /عبدالله القـــــــــــــــادري:-
في زمنٍ تتزايد فيه التحديات وتتناقص فيه النماذج الوطنية المخلصة، يبرز اسم القائد عبدالكريم الصولاني، المعروف بـ”أبو القاسم”، كرمز للقائد المحنك المتسم بالحكمة والعقلانية. قائد اللواء الأول صاعقة، الذي ظل بعيدًا عن التجاذبات والمشاكل الشخصية، سواء في قضايا الأراضي أو النزاعات المجتمعية، ليكرّس جهده الكامل لخدمة الوطن والدفاع عنه.
منذ اللحظات الأولى لانطلاق المقاومة الجنوبية، كان القائد الصولاني في الصفوف الأمامية، داعمًا وممولًا لها بالمال والرجال، مقدماً الشهداء فداءً لقضية وطنية آمن بها منذ زمن الاحتلال اليمني. وقد عُرف أبو القاسم بثباته واتزانه، وحنكته القيادية، إلى جانب ذكائه ودهائه وإخلاصه لعمله وللوطن.
ولم يقتصر دوره على القيادة العسكرية الميدانية فقط، بل كان له إسهام ملموس في البنية التحتية للمؤسسة العسكرية، حيث أسس وبنى معسكرًا متكاملًا بتكاليف ضخمة وصلت إلى المليارات، في وقت عجزت فيه قيادات أخرى عن توفير أدنى الاحتياجات لأفرادها. هذا الإنجاز يعكس عمق انتمائه الوطني ورغبته في بناء مؤسسات عسكرية حديثة، قائمة على الكفاءة والانضباط.
ويؤكد مقربون من القائد أن الظروف القاسية من الفقر والمعاناة التي مرٕ بها القائد الصولاني ومعه رفقاء دربه شكلت شخصيته الوطنية، المستمدة من تجارب النضال والتضحية، إلى جانب زملائه في الكفاح، وعلى رأسهم القائد عيدروس الزبيدي.
لم يكن القائد الصولاني يومًا طرفًا في قضايا فساد أو شبهات جنائية، بل عُرف بمكافحته للرذيلة والانحراف، وسعيه الدائم لترسيخ مبادئ الأخلاق والنزاهة والصدق بين أفراد قواته.
ولا يمكن اعتبار هذا التقرير مديحًا شخصيًا، بقدر ما هو شهادة بحق قائد وطني استثنائي، أثبت أنه على قدر المسؤولية في زمنٍ كثر فيه المرتزقة وتراجعت فيه قيم الإخلاص. وفي ظل التحولات المعقدة التي تمر بها البلاد، فإن بروز نماذج مثل عبدالكريم الصولاني يمنح الأمل في وجود رجال ما زالوا يؤمنون بأن الوطن أولاً.
إن القائد أبو القاسم لم يكن معصومًا عن الخطأ، لكنه يبقى من القلائل الذين وضعوا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، في مرحلة تتطلب الكثير من التضحية والقليل من الأنا.