قال تحليل نشرته منصة “ذا بيزنس ستاندرد” إن “طهران تواجه أزمة وجودية. فالضربات الإسرائيلية كشفت عن نقاط ضعف الجيش الإيراني وأثارت تساؤلات حول بقاء نظامه. كما أن فقدان العلماء النوويين يُعيق قدرتها على إعادة بناء برنامجها النووي.”
وأشار التحليل إلى أن “الخبراء توقّعوا ردًا أقوى، كون إيران لا ترغب في الظهور بمظهر الضعف. لكن الأقوال غلبت الفعل، ربما خوفًا من اندلاع حرب شاملة. وهذا الوضع يضرّ بسمعة إيران كقوة إقليمية يُعتمد عليها، وهو أمر لا يمكن لطهران تحمّله.”
لافتًا إلى أن “نفوذ إيران الإقليمي تآكل بشدة بسبب خسارة حلفائها، ما منح إسرائيل هامش تحرك أكبر لاستهداف البرنامج النووي الإيراني.”
معتبراً أن “الأزمة الحالية تُمثّل لحظةً مصيريةً للقيادة الإيرانية، إذ إن عدم الردّ بحزم قد يُشير إلى ضعفها، مما قد يؤدي إلى انهيار النظام. في المقابل، يُهدّد الردّ القوي بمزيد من الانتقام الإسرائيلي، أو حتى الأمريكي، مما يضع طهران في مأزق استراتيجي.”
ورأى التحليل أن “انهيار النظام قد يؤدي إلى سيناريوهين: إما استيلاء المتشدّدين على السلطة، أو فوضى شبيهة بما حدث في العراق وليبيا بعد سقوط الأنظمة. وكلا السيناريوهين ستكون لهما تداعيات خطيرة على المنطقة، بالنظر إلى عدد سكان إيران وموقعها الاستراتيجي. فنظام تقوده شخصيات أكثر تشددًا قد يسلك طريقًا أكثر تصادمية، ويُسرّع وتيرة البرنامج النووي لردع أي هجوم. أما الفوضى فستؤدي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي، وتدفّق اللاجئين، وتصاعد الحروب بالوكالة.”
وأوضح التحليل أنه “إذا قررت إيران إغلاق مضيق هرمز، فقد يُجبر ذلك الولايات المتحدة وحلفاءها على اتخاذ قرار صعب: إما التفاوض تحت ضغط إيراني، أو الدخول في صراع بحري واسع لإعادة فتح المضيق. وفي البحر الأحمر، قد يُصعّد الحوثيون هجماتهم على السفن التجارية. وإذا حدث ذلك، فلن يبقى الصراع محصورًا؛ بل سيُصبح أزمة عالمية.”
وخلُص التحليل إلى أن “الضربات الإسرائيلية أعادت رسم خريطة الأمن في الشرق الأوسط، وأضعفت إيران، لكنها فتحت بابًا لصراع طويل وغير محسوب العواقب. ومصير النظام في طهران، سواء صمد أو سقط أو تشدّد أكثر، سيُحدد مستقبل المنطقة.”