المناضل الجنوبي الصلب عبدالله مهدي سعيد، رئيس المجلس الانتقالي بمحافظة الضالع، نموذج فريد للقائد القريب من شعبه، الذي كسر كل الحواجز بينه وبين الناس. ثمان سنوات وهو في مقره، ليل نهار، معتزل رفاهية المناصب ومترفّع عن مظاهر السلطة، فاتحًا بابه وقلبه وجواله لكل من يحتاجه، من المواطن البسيط حتى المسؤول الكبير، دون أن يتجاهل يومًا اتصالًا أو رسالة، ودون أن يعرف في حياته خدمة “نجمة ثمانين”.
يأكل ويشرب مع أفراد حراسته، لا يعرف طريق القات، ولا يسعى وراء المواكب أو الاستعراضات عند زياراته للمناطق. بشوش الوجه، حاضر القلب، قريب من الجميع. قائد نزيه وشجاع وحصيف، جمع في شخصه بين حنكة السياسي وحزم القائد العسكري.
وأجزم أن غيابه – لا قدّر الله – سيترك فراغًا لا يسده أحد، لأنه ببساطة ليس قائدًا عابرًا، بل حالة استثنائية من الإخلاص والتواضع والوفاء.