بالأسى والحزن العميق تلقينا نبأ وفاة المناضل البطل محمد ناجي سعيد، الرجل الذي جسّد البطولة بكل معانيها. عرفته منذ زمن بعيد، وعملنا جنبًا إلى جنب لسنوات طويلة، وكان خلالها مثالًا للنضال والشرف والاحترام والتقدير. رجل مخلص في عمله، وفي علاقاته مع رفاقه وزملائه، صادق لا يعرف الكذب، أمين في كل مواقفه، شامخ كجبل شمسان لا تهزه الرياح مهما اشتدت.
كان يتعامل مع الجميع بإخلاص ووفاء، يقدّم أصدقاءه على نفسه في كل الظروف، ويعمل معهم بروح الفريق الواحد. عشنا سنوات طويلة في إطار عملٍ مشتركٍ لم يحصل ابدا بيننا اي خلاف، لأننا كنا نعمل بصدقٍ وأمانة، وهو بحقّ رمزٌ للإخلاص والنضال الوطني. ساهم بشكلٍ كبيرٍ في العمل السياسي داخل القوات المسلحة، وفي المجال العسكري بالقوة الجوية والدفاع الجوي، وكان مرشدًا ومعلّمًا للرفاق.
واجهنا معًا العديد من التحديات والصعوبات، وكان دائمًا صبورًا، يتعامل مع الناس بوفاء، وأسهم في تأسيس الحراك السلمي في ردفان والضالع وعدن وأبين وسائر المناطق، بالتعاون مع رفاقنا في كل مكان. لم يكن يسعى وراء المناصب أو المسؤوليات، بل كان شريكًا حقيقيًا في العمل، يبذل جهده حتى يتحقق ما كنا نصبو إليه.
محمد ناجي سعيد مناضل حقيقي، لم يتخلَّ يومًا عن مبادئه، وظل متمسكًا بقيمه حتى آخر لحظة في حياته. عرفته رجلًا غير أناني، صادقًا، محبًا للناس، لا يعرف التعصب المناطقي أو المذهبي، يتحلّى بالأخلاق والصفات الحميدة، ومن الصعب أن نجد مثيلًا له.
وبكل صدق، يعجز اللسان عن وصف هذه القامة الوطنية، فصفاته كانت عظيمةً، قويةً، وصادقةً، وأكرر ذلك مرارًا، لأنه كان ثابتًا على عهده، لا يتنازل عن قيمه وأخلاقه. أحببت فيه سلوكه وإخلاصه، وكنا رفاقًا وظللنا كذلك حتى وافاه الأجل، وإن شاء الله نلتقي به في الآخرة.
محمد ناجي سعيد هو أحد مؤسّسي القوات المسلحة، وكان أخًا وصديقًا عزيزًا، وقد تألمت كثيرًا لرحيله، ولكننا جميعًا إلى الله راجعون، وكلُّ نفسٍ ذائقةُ الموت، وإن شاء الله يكون لنا لقاءٌ في دار الخلود.