كان يدخلها متخفيا في ظلمة الليل مشردا هاربا من ملاحقة سلطات الاحتلال يبيت بين شعابها ويتنفس من نسيم جبالها صمود الثورة وبسالة اهلها الثوار واليوم يدخلها لا كلاجئ او مطارد بل كقائد منتصر شامخ ترفرف خلفه رايات النصر والعزة
جحاف نحتت اسمها في انصع صفحات تاريخ الكفاح الجنوبي وقدمت خير شبابها المقاومين منذو وقت مبكر، وظلت على مدى واحد وعشرين عاما الملجا الامن للثوار والمأوى الدافئ لكل من طاردهم المحتل ابان الكفاح المسلح في الضالع، فيها ترسم الخطط ومنها ينطلق الثوار ليلآ لتنفيذ هجماتهم ضد مواقع ونقاط الاحتلال بمدينة الضالع وماحولها واليها يعودون فجرا محملين برائحة البارود وعبق الانتصار
جحاف كانت قلعة للثورة ومصنعا للرجال فيها تحصن القائد عيدروس الزبيدي مع رفاق دربه الاوائل عبدالله مهدي سعيد رئيس المجلس الانتقالي في الضالع حاليا وفقيد الوطن اللواء محمد ناجي سعيد المرجعية الثورية الجنوبية والقائد عزيز الهدف قائد اللواء الثاني مشاة حاليا والشهيد محمد محسن كباس والشهيد علي قائد المعكر والشهيد الطيار فضل علي محمد والمناضل خالد مسعد وقائد عقلان والشهيد احمد محمد ناصر الجمل ابو الشهيد علي الرجال وغيرهم من رموز النضال
مرت السنين لكن جحاف بقيت وفية لتاريخها الثوري حاضنة للاحرار وعا هي اليوم تستقبل عيدروس الزبيدي القائد الذي خرج من بين جبالها وترعرع برفقة رجالها يعود اليها وهو يحمل مشروع استعادة الدولة الجنوبية ليعيد لجحاف بعضا من الجميل ويمنحها مكانتها التي تستحقها بين محافظات الجنوب
تمتلك جحاف مخزونآ بشريآ مؤهلآ في شتى المجالات وجيلا مقاوما اثبت اخلاصه لقضيته لقد ان الاوان ان تنال هذه المديرية البطلة ما تستحقه من اهتمام ورعاية
ان دخول عيدروس الزبيدي الى جحاف اليوم ليس مجرد زيارة بروتوكولية بل هو لقاء بين التاريخ والحاضر بين الجبل الذي احتضن الثائر والقائد الذي وفى بالعهد فكما احتضنته جحاف مشردا تحتضنه اليوم زعيما شامخا وفيا لتضحياتها وتاريخها مؤمنا ان الثورة لا تنسى رجالها ولا تنكر فضل الجبال التي آوتها