العميد الدكتور عارف الداعري احد القادة الجنوبين المخلصين الذين جسدوا مفهوم القيادة المسؤولة والعمل الوطني الجاد بإخلاص وأمانه فقد استطاع أن يقود مسيرة التحول الصحي في القوات المسلحة الجنوبية بخطى واثقة ورؤية استراتيجية واضحة جعلت من القطاع الصحي العسكري نموذجًا في البناء والتطوير والإنجاز
حيث بدأ الداعري مسيرته من مكتب صغير داخل مستشفى الجمهورية في عدن وسط ظروف صعبة وإمكانيات محدودة لكنه حمل في قلبه إصرارًا لا يعرف المستحيل وبدأ بخطوات ثابتة في تأسيس منظومة صحية عسكرية متكاملة تضع صحة المقاتل الجنوبي في مقدمة الاهتمام
لقد كانت الانطلاقة الكبرى للعميد الداعري من مستشفى عبود العسكري الذي تحول بفضل جهوده من مبنى متهالك إلى صرح طبي متكامل يضم أحدث التجهيزات الطبية وأفضل الكوادر المؤهلة فأصبح المستشفى اليوم مركزًا صحيًا يقدم خدمات نوعية تشمل أقسام الرقود والحروق والتجميل والجراحة العامة والعظام والقلب ووحدة الغسيل الكلوي ومركز التشخيص والمختبر المركزي إلى جانب مشروع مركز زراعة الكلى والكبد الذي يجري العمل على افتتاحه قريبًا ليكون الأول من نوعه في القطاع العسكري الجنوبي
ومن خلال رؤيته الإدارية الحكيمة نقل العميد الداعري مكتب الدائرة الصحية إلى داخل المستشفى ليكون قريبًا من العمل الميداني ومتابعة التفاصيل بشكل مباشر الأمر الذي عزز الانضباط ورفع من مستوى الأداء وأرسى ثقافة العمل الجماعي بين الكادر الطبي والإداري كما أطلق خطة شاملة للرعاية الصحية الوقائية تقوم على الفحص الدوري لمنتسبي القوات المسلحة والكشف المبكر عن الأمراض وتحويل الجرحى وذوي الإعاقات إلى المراكز المتخصصة لتلقي العلاج والتأهيل إضافة إلى إحالة كبار السن إلى التقاعد الصحي حفاظًا على سلامتهم وضمان كفاءة الأداء في الوحدات العسكرية
ومن منطلق حرصه الدائم على تطوير مستوى الخدمات الطبية يقوم العميد الداعري بزيارات تفقدية ميدانية إلى المؤسسات والوحدات العسكرية التابعة للقوات المسلحة الجنوبية للاطلاع على واقع الخدمات الطبية المقدمة للجنود وتقييم مستوى العمل وتعزيز التنسيق المشترك بين الدائرة الصحية والمرافق الميدانية وهي زيارات تجسد روح القائد الميداني الذي يتابع عن قرب ويقود بالقدوة والمسؤولية
كما يولي العميد الداعري اهتمامًا خاصًا بتأهيل الكوادر الطبية العاملة في معسكر عبود من خلال تنظيم الدورات التدريبية وورش العمل التي تهدف إلى رفع كفاءة الأطباء والممرضين وصقل مهاراتهم العلمية والعملية بما يواكب التطورات الحديثة في مجالات الطب والإدارة الصحية إيمانًا منه بأن الاستثمار في الإنسان هو الأساس الحقيقي لأي نهضة مؤسسية
وفي إطار تعزيز النهج العلمي والتطوير الأكاديمي أسس العميد الداعري مركز الدراسات والبحوث الصحية العسكرية بالتعاون مع الأكاديمية الطبية الحديثة وأنشأ اللجنة الأكاديمية العليا التي تشرف على تنفيذ برامج تعليمية متقدمة تشمل الدبلومات المهنية وماجستير التأهيل المهني والبورد المحلي المعتمد كما عمل على بناء شراكات مع المنظمات الدولية والمؤسسات الطبية لتبادل الخبرات والحصول على الدعم الفني والتقني بما يضمن استمرارية تقديم الخدمات وفق أعلى المعايير
وامتدت رؤية الداعري إلى المحافظات والمناطق النائية حيث وجّه بإنشاء دوائر طبية فرعية في أبين ويافع والضالع وشبوة لضمان وصول الرعاية الصحية إلى جميع المقاتلين في مواقعهم المختلفة مؤكدًا أن صحة الجندي هي جزء لا يتجزأ من منظومة الأمن القومي الجنوبي وأن الخدمة الطبية حق لكل من يحمل البندقية دفاعًا عن الأرض والعرض والسيادة الجنوبية
إن ما تحقق في عهد العميد الدكتور عارف الداعري من إنجازات ملموسة على صعيد تطوير البنية التحتية وتأهيل الكوادر وتحسين جودة الخدمات الطبية يعكس رؤية وطنية صادقة وإرادة قيادية لا تعرف الكلل ولا التراجع لقد استطاع أن يثبت أن النجاح لا يُصنع من المكاتب المغلقة بل من الميدان ومن قلب المعاناة وأن الإخلاص في العمل هو الطريق الأقصر نحو البناء والنهضة
لقد أعاد العميد الداعري الثقة إلى القطاع الصحي العسكري الجنوبي وجعل منه مؤسسة حيوية فاعلة تقدم خدمات إنسانية لآلاف الجنود بكفاءة واقتدار وبات اسمه اليوم مرادفًا للعطاء والإنجاز والعمل المؤسسي المسؤول ورمزًا من رموز النهضة الصحية الجنوبية الحديثة
ويبقى العميد الدكتور عارف الداعري نموذجًا للقائد الذي جمع بين العلم والخبرة والكفاءة والإخلاص والرؤية الوطنية فكان بحق رائد التحول الصحي في القوات المسلحة الجنوبية وقصة نجاحٍ ستبقى خالدة في ذاكرة الأجيال القادمة