أكد الكاتب إياد غانم أن المسار التاريخي للقضية الجنوبية لا يمكن اختزاله في ما وصفها بـ”مرجعيات الأمر الواقع” التي ظهرت بعد حرب 1994م، مؤكدًا أن تلك الحرب مثّلت لحظة مفصلية جرى فيها تقويض ما تم التوافق عليه عام 1990م وفرض الوحدة بالقوة وصولًا إلى احتلال الجنوب.
وقال غانم في تصريح صحفي إن العقلية التي تتعامل بها بعض القيادات السياسية، وفي مقدمتها رشاد العليمي، لا تزال امتدادًا لنهج نظام ما بعد الحرب، الذي تجاوز اتفاق الشراكة بين الدولتين وتعامل مع الجنوب باعتباره تابعًا لا شريكًا.
وأوضح أن الواقع المفروض على الجنوب بعد حرب 1994م يتناقض مع القوانين الدولية والشرائع السماوية والقيم الإنسانية، فضلًا عن كونه ينقض جوهر الاتفاق الذي قامت عليه دولة عام 1990م، والذي جرى “الغدر به”، حد تعبيره.
وأشار غانم إلى أن قراري مجلس الأمن 924 و931 الصادرين عام 1994م يمثلان المرجعية القانونية الدولية الوحيدة التي تؤكد الاعتراف بالجنوب كقضية سياسية لا يمكن تجاوزها، لافتًا إلى أن التحايل على هذه المرجعيات وإخفاءها لم يلغِ وجودها أو قيمتها.
وأضاف أن من وصفهم بـ”القوى المتحالفة مع مشروع الاحتلال” لا يحق لهم التحدث عن المرجعيات القانونية، بعد أن سقطت المرجعيات التي تخصهم هم أنفسهم، حين جرى تسليم مؤسسات الدولة ومفتاح العاصمة ومناطق واسعة للحوثيين.
وفي ختام تصريحه، أكد غانم أن شعب الجنوب يمضي بثبات خلف قيادته السياسية نحو استعادة دولته كاملة السيادة، مشددًا على أن هذا حق مشروع وعدالة تاريخية لا يمكن لأي قوة محلية أو إقليمية أو دولية أن تمنع تحققها.