احمد عقيل باراس
إذا كنا نتفهم صمت المجلس الانتقالي الجنوبي عما يجري لنا في عدن والجنوب من حرب واضحة في الخدمات وعجزه عن توفير ابسطها ونتفهم حتى سكوته عن اهدار موارد عدن وصرفها على الجمهورية اليمنية ونرجعها للحسابات التكتيكية الخاصة به فان فضيحة سد النهضة التي فجرها وزير خارجية حكومة المناصفة بين الشمال والجنوب والمشارك فيها الانتقالي إلى جانب الاحزاب اليمنية فان هذه الفضيحة لا يجب أن تمر عليه مرور الكرام ويجعلها ايضاً ضمن حسابات التكتكة التي يسير عليها والتي اختطها لنفسه في الفترة الاخيرة خصوصاً وان الأمر يتعلق بجمهورية مصر العربية هذه الدولة التي كانت اقرب لنا من عواصم محافظاتنا وكان شعبها احن علينا من ذوي القربى فكانت هي المتنفس والمتاح امامنا طوال سنوات الحرب والى يومنا الحاضر والى ما قبل اعادة طائرة اليمنية من القاهرة مؤخراً .
وفيها تلقى العلاج الالاف من ابطالنا وجرحانا خلال الحرب ومثلهم واكثر تلقى مرضانا الذين عجزنا عن توفير اماكن لهم في عدن او بقية المحافظات مراكز ومستشفيات لعلاجهم توفر عليهم مشقة وعناء السفر وفيها حصل كثيرين من الخائفين والفارين من ويلات الحروب عن مأوى ومستقر لهم وفيها حصل أيضا الكثيرين من الطامحين والمبدعين وحتى المغامرين على فرصتهم ناهيك عن اولئك الذين فتحت امامهم جامعاتها ومعاهدها ومراكزها لتلقي تعليمهم فيها حتى باتت القاهرة رئة الجنوب والشمال معاً التي يتنفسان بها ولنا أن نتخيل لو لم تكن القاهرة متاحة أمام الجميع كيف كان سيكون الوضع وهنا لا نتحدث عن الاغنياء ورجال المال والأعمال وان هم الاخرين حصلوا على فرصتهم فيها لممارسة انشطتهم التجارية بكل هدوء واريحية بعيداً عن اطقم الضرائب والواجبات وابتزاز النقاط ولا مشاكل انطفاء الكهرباء وغياب المياه وانما نتحدث شعبياً عن البسطاء من الناس ذوي المداخيل المتوسطة الذين مثلت القاهرة بالنسبة لهم اخر ملاذ .
ان تصريحات وزير خارجية الجمهورية اليمنية في حكومة المناصفة والمسيئة لمصر ولشعب مصر تضع الجميع أمام مسؤولياته التاريخية واولهم المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يمثل المشروع العربي في هذه الحكومة فاما أن تكون هذه التصريحات تعبر عن وجهة نظر الحكومة ومجلس القيادة وبالتالي الصمت عنها وتحمل كافة النتائج المترتبة عليها واما أن يبرء الجميع منها ويتحمل مسؤوليتها من ادلى بها وبالتالي فأقل ما يمكن عمله هو اقالته واقالة كل من شجعه ودافع عنه أو اختلق له الاعذار او قلل من حجم الكارثة والجرم الذي ارتكبه بحق قطاع واسع من المواطنين في الشمال والجنوب وتسبب في إضافة اعباء جديدة على حاملي جواز الجمهورية اليمنية وكان ما كان ينقصنا إلا تصرفه الأرعن هذا والبعيد كل البعد عن ابسط مهامه التي تقتضي منه خدمة المصالح الخارجية للدولة التي يفترض أن يمثل مصالحها.
وبدلاً من فتحه لنا قنوات ومجالات جديده تخفف من القيود المفروضة علينا نراه وبتصرفات غير مسؤولة يغلق علينا نافذة رئيسه بمثابة شريان حياة بالنسبة لنا كانت مفتوحة امامنا إلى ما قبل أن ينطق لسانه بتصريحه المشؤوم الذي جامل فيه اثيوبيا واشاد فيها بسد النهضة والاعتراف ضمنياً بحق اثيوبيا في بناء السد وهو ما يخالف رغبة الناس في الشمال والجنوب وما يخالف ايضاً الاجماع العربي حول هذه القضية لذلك لا ندري ماذا تبقى للانتقالي ليتخذ موقف حازم أمام ما يحصل من اختلالات في هذه الحكومة وينتصر للشمال وللجنوب وللمشروع العربي على الأقل في هذه القضية.