قمت اليوم أتصفح وسائل الإعلام المختلفة وصفحات السوشال ميديا، كعادتي اتتبع آخر المستجدات السياسية على الساحة الجنوبية، إلا وبي اجد صور للفقيد المناضل محمود طالب العيفري ومنشورات تخلد ذكراه الأولى، فوقفت عند منشور إبنه الشاب العصامي والمحنك السياسي، المهندس ناجي محمود العيفري، الذي ارثى والده الراحل بكلمات مرثية اذرفت دموعي من شدة خيال الوصف والايجاز والتصوير البلاغي بحق مناضل جسور استثنائي تعجز الكلمات أن تفي جزاء قليلا من سيرة حياته النضاليه والاجتماعية العطرة.
لقد اكتفينا اليوم بالوقوف أمام رجل قل نظيره، مناضلا ثائرا استثنائيا عرفته ساحات الوغى وميادين النضال، وكان خيرة الرجال ونعم القضية والانتصار، مناضلا تفرد بسلوكيات نيره، وشكل نضاله الوطني علامة فارقة في تاريخ الثورة والقضية، أنه الفقيد المناضل المخلص لشعبه ووطنه محمود طالب العيفري، الذي رحل من بيننا مناضلا شريفا عفيفا من المهد إلى اللحد، تارك وراء ظهره تاريخا حافلا بالمواقف والمآثر الوطنية، والتي شاءت الأقدار أن يرحل من بين شعبه ووطنه في فجر يوم الجمعة التاسع من شهر أبريل 2022، إلى جنات الخلد الأبدي عند أولئك الصالحين رفيقا..
اليوم ونحن نحي ذكراه الأولى، فأني أقف حائرا عن وصف هذا المناضل.. واعترف بأنني لا أجيد الكتابة المرثية بحق رجلا مناضلا فذا ك “العيفري”.. وليعذرني محبي ورفاق المناضل محمود وجماهير الضالع خاصة والجنوب عامة، لأنني كلما حاولت ارتب بعض كلماتي، وكلما ظهرت الي مواقف خالدة للفقيد، وتلخبط موضوعي عن الحديث بحق سيرة هذا الرجل العطرة..لكننا نستطيع بهذه العجالة سرد بعض المناقب للفقيد ومآثره الوطنية التي اجترحها طيلة مشواره النضالي..
أن مسألة النضال فكل الشعب الجنوبي ناضل، ولكن عندما يتعلق الأمر برجلا مناضلا سخر حياته في سبيل الكفاح والنضال، وخدمة شعبه ووطنه، يجب أن يسجل تاريخه بأحرف من ذهب، كفقيدنا المناضل محمود طالب العيفري، الذي ترك اغراءات الحياة، وابى إلا أن يكون في صف الأحرار، مقارعا لنظام جبروت الاحتلال اليمني، والذي خرج من بيته حاملا على كتفه بندقيه الشخصي، والتحق بحركة حتم بقيادة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي، والذين استطاعوا بقوة همتهم وشدة بأسهم مواجهة آلة الإحتلال اليمني بكل بسالة واقتدار.. ورغم الملاحقات والتتبع الشديد لمقاتلي حركة حتم، إلا أنهم فضلوا العيش الكريم بين الجبال والسهول بعيد أسرهم، وضل المناضل العيفري ورفاقه رابطين الجأش ومتمكسين بنضالهم حتى اتت الثورة الجنوبية في عام 2017، وصولا إلى حرب 2015م والذي كان الفقيد رحمه الله، محاربا شديدا يجول في مقدمة الصفوف لتلك المراحل.. ولا سيما وأن للفقيد دور كبير في تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي محافظة الضالع، والذي عمل بروح وطنية نضاليه بعيدا عن المكتسبات والفؤاد الرخيصة، وتقلد مدير مكتب رئيس انتقالي الضالع، وكان مدرسة في الأخلاق والسلوك روحا وعقلا، وقريبا من الجميع ومتواضعا مع الكبير والصغير، ومحبا للخير أين ما وجد، والذي رحل و الجميع يبكي عليه، الأرض والشجر والحجر والإنسان، لأنه كان مناضلا بكل ما تعنيه الكلمة، وليس كل قائد مناضلا، فالمناضل الحقيقي هو من حمل أسمى آيات الصفات الأخلاقية، وسخر نفسه في خدمة شعبه ووطنه، كالفقيد المناضل محمود طالب العيفري الذي رحل من بيننا وهو اغبر الوجه فقير الجوع، قضى حياته ووهب عز شبابه لنصرة شعبه ووطنه…ولمثله تبكي البواكي..ونسأل الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته.