رصد باحثون أمريكيون أن فقمات أفيال البحر الشمالية تنام على عمق مئات الأمتار تحت سطح البحر، في أعماق لا تهدد حيوانات بافتراسها.
واستطاع الباحثون تتبع الحيوانات، وسجلوا نشاط أدمغة الفقمات وهي تسبح لآلاف الكيلومترات.
وتنام الثدييات، التي تغوص إلى أعماق تصل إلى 2500 قدم (760 مترا)، لمدة ساعتين فقط في اليوم فيما وصفه الباحثون بأنه “غوص من أجل نوم شبيه بالقيلولة”.
ونشرت دورية “ساينس” المعنية بالشؤون العلمية نتائج الدراسة.
واستطاعت الباحثة جيسيكا كيندال-بار، من جامعة كاليفورنيا سانتا كروز، وزملاؤها ابتكار علامة لاصقة غير جراحية لتتبع ومراقبة نشاط دماغ فقمات الأفيال الشمالية البرية قبالة سواحل كاليفورنيا.
وتابع الباحثون ثماني ثدييات برية في رحلاتها بحثا عن الطعام، والتي استمرت نحو سبعة أشهر وامتدت لما يزيد على 6200 ميل، كما سجل الباحثون نشاط الدماغ ومعدل ضربات القلب والحركة ووضع الجسم.
وقالت ريتيكا موخيرجي، باحثة من جامعة أكسفورد شاركت في الدراسة: “طورنا (توثيقا علميا للنوم) من خلال دراسة سلوك الحيوانات وعلم وظائف الأعضاء لسنوات عديدة”.
وكشفت أن الفقمات، في أعماق تزيد على 984 قدما، تغوص وتنام لمدة 20 دقيقة في المرة الواحدة، وقالت موخيرجي: “تبدو مثل أوراق الشجر المتساقطة”.
وقال تيري وليامز، باحث رئيسي من جامعة كاليفورنيا سانتا كروز، لبي بي سي نيوز: “الشيء الذي أراه رائعا هو أن أي حيوان ثديي ينام أثناء الغوص مئات الأمتار تحت سطح الماء”.
وأضاف: “هذا ليس نوما خفيفا، إنه نوم عميق يفتقد الحركة … ومن اللافت للنظر أن دماغ الفقمة توقظها قبل نفاد الأكسجين”.
وقال: “تخيل الاستيقاظ في قاع حوض للسباحة، إنها تحدث رجفة أسفل العمود الفقري”.
ويقول العلماء إن دراستهم رسمت “خرائط لقيلولة” فقمة البحر، مما يشير إلى أن مناطق النوم قد تكون بنفس أهمية مناطق الصيد النشطة لهذه الحيوانات.
وقالت موخيرجي: “إنها (الخرائط) توضح لنا كيف يبدو عالم الفقمات، كما تساعدنا في معرفة ما يفعلونها ومتى يكون ذلك، حتى نتمكن من فهم الطريقة التي تجنبنا اعتراض طريقها”.