الفقيد المناضل أحمد ناشر يترجل من دار الدنيا إلى دار الاخرة
دون سابق إنذار وفي صباح عيد الفطر المبارك خطف المولى عز وجل أخ ورفيق وصديق من بين رفاقه وهو قائما بعد أن حيا الأهل والأصدقاء والرفاق تحية العيد ، ولم يعلم ولم نعلم جميعا انها تحية الفراق، وهو في صحة ولم يشكي ألمه لأحد ولربما كانت لديه بعض الالآم إلا انه لم يشكها لأحد حتى فارق الحياة لترتقي روحه الطاهرة من دار الدنيا إلى دار لاخره مع الشهداء.والصديقيين وحسن أولئك رفيقا .
بعد رحلة كفاح ونضال طويل كرس حياته في خدمة الوطن والقضية الوطنية الجنوبية، إلى جانب رفاقه في النضال السلمي والعمل الحزبي وكان منحازا إلى قضية شعب الجنوب انحيازا كاملا قولا وعملا .
الفقيد المناضل احمد ناشر حسن ينتمي إلى أسرة مناضلة يمتد مداها إلى تاريخ الثوره الأولى ثورة الرابع عشر من أكتوبر والثورة الثانية أمثال عبدالله ناشر وخالد ناشر وعلي ناشر، الذي يشغل نائب رئيس المجلس الانتقالي مديرية جحاف وهو أحد رموزها، أما عن الفقيد فهو أحد أفرادها وكان يشغل سكرتير أول منظمة الحزب محافظة الضالع حتى يوم وفاته .
عرفته رجل موقف ومبدأ لاينظر لصغائر الأمور ولاللجاة اوالمال بل ظل في صف رفاقه مناضلا صلبا لم يهادن يوما ،شارك في الثورة الجنوبية السلمية منذ انطلاقها مشاركا في كل فعاليتها ، حيث عانى مع رفاقه وتعرض إلى أشد انواع الظلم والاضطهاد والملاحقات والمطاردات تحت تهم التحريض والانفصال والتخريب التي كانت تصدر من قبل الاحتلال اليمني.
الفقيد احمد ناشر تعرض للاقصاء والتهميش منذ حلول براثن الكارثة التي شكلتها سلطات الاستبداد والاحتلال في ٧/٧ / ٩٤ ليتم بعدها تسريح وتهميش وإقصاء كل أبناء الجنوب ووضعهم في حزب “خليك في البيت” بهذه القاعدة السياسية الخبيثة التي دأب عليها المحتل منذ البداية.
ومنذ ذلك التاريخ الآثم الذي حل علينا كشعب الجنوب، لقد كان فقيدنا المناضل أحمد ناشر حسن واقفا وقوف جبل جحاف ضد المحتل بكل اشكاله وصوره من ممارسات قمعية من قتل وعسكرة الحياة المدنية وملاحقة المعارضين والمناضلين ومن مذابح سياسية آثمة ارتكبها المحتل خلال سنوات البطش والتنكيل والتدمير ، فكل تلك الممارسات لم تثني ابن ناشر عن مواصلة النضال ،وظل واقفا ضدها منحاز إلى الوطن الجنوبي والقضية الجنوبية ومناضليها رافعا مشروع استعادة دولة الجنوب وبكامل السيادة .
لقد تعرفت على الفقيد بداية عام ٩٦م أثناء تكوين خلايا العمل السياسي والعسكري لمواجة المحتل عند انضوائنا تحت حركة تقرير المصير “حتم” بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي وكان أحمد ناشر ضمن الجناح السياسي الذي يستند إليه الحشد الجماهيري والشعبي لتشكل البيئة الحاضنة للمقاتلين الجناح العسكري لحتم.
حيث عمل الفقيد ورفاقة بكل جهد واجتهاد على حشد كل الطاقات المادية والبشرية لتعزيز وتوسيع مساحة القاعدة الشعبية جماهيريا وإعلاميا للثورة المسلحة الجنوبية التي كانت تزداد يوما بعد يوم وتيرتها إلى ما وصلت إليه اليوم.
نعم عرفت الفقيد مناضلا صلبا صادقا وأمينا وذو إخلاق رفيعة أحب الناس وأحبوه لم نحس يوما انه كان اناني او مناطقي او ذو ولاء قبلي ضيق بل كان يميل إلى الوطن وبحجم الوطن وقضيته العادلة، وكان يمقت التعالي والغرور والغطرسة والعمل العبثي ويحلم ببناء دولة وطنية مدنية دولة النظام والقانون والمؤسسات وكان ايضا ناكرا للذات وبسيط في العيش ونظيف اليد لا تغريه المناصب والمكاسب ولا بحث عنها رغم استحقاقه لها ..
هذا كان حلم الفقيد المناضل أحمد ناشر حسن الذي لم يراه ، لأن الأقدار كانت أسرع فقد خطفت روحه قبل استكمال تحرير الوطن الجنوبي الذي كان وكنا جميعا نحلم بمواصلة المشوار معا في مثل هذه المرحلة الصعبة والمعقدة حتى انجاز كل المهام التى نناضل جميعا على تحقيقها والمتمثلة في استكمال تحرير الجنوب واستعادة الدولة بكامل السيادة ، ولكن لا اعتراض على القدر ، لله ماأعطى ولله ماأخذ .
وفي الختام أخي أحمد نم قرير العين مع الشهداء والصديقين في جنة الخلد الابدي وأننا على العهد ماضون حتى النصر.
عميد عبدالله مهدي سعيد
رئيس القيادة المحلية لانتقالي الضالع _رئيس العمليات المشتركة لجبهة الضالع.