*(( كثيرا ما تحاشيت من خلال منشوراتي الحديث عن احد زملاء دراساتي العليا في العراق وهو الدكتور : احمد عوض بن مبارك الذي يشغل حاليا وزيرا للخارجية وشئون المغتربين في الجمهورية اليمنية )) \\
كزملاء دراسة ومن وطن واحد مضت ايام دراساتنا العليا في العراق انا والدكتور احمد عوض بن مبارك و الدكتور سعيد الجريري والدكتور عبد العزيز صالح بن حبتور والدكتور سعيد البطاطي والدكتور ناجي الكثيري والدكتور عبد العزيز با زهير والكتور ناصر العيشي والدكتور عبد الله با يعشوت والدكتور سامي دريقان والدكتور صالح الصائلي والدكتور فيصل الجعدني والدكتور خالد دولت رحمهما الله والقائمة تطول وليعذرني من لم اذكر اسمه لأني على عجالة من امري وانا بصدد كتابة هذا المنشور الآن. كما قلت كنا زملاء وكانت لنا عادة لطيفة هي ان نلتقي كل مساء يوم خميس في بيت احد من الزملاء نتحدث عن همومنا واخبار وهموم الوطن واحوالنا الدراسية وتخطي عقباتها واخبار البلد. اغلبيتنا كزملاء كنا نسكن في شارع مجمع سكني راقي جدا يطلق عليه ( شارع حيفا ) بالعاصمة العراقية بغداد, فكانت لقاءاتنا تتسم بالاخوة والودّ الكبير والطرفة والابتسامة ولم يكن على الإطلاق احد منا يهتم او يسأل عن الإنتماء او التوجّه السياسي لأي من زملائه. انا اؤمن ايمانا عميقا بالمقولة التي تقول ( إختلاف الرأي لا يفسد للودّ قضية ), فبعد ان اكملنا دراساتنا العليا وعدنا الى اوطاننا مضت سنوات طويلة تخللها احداث سياسية داخلية الى ان اصبح زميل دراستنا الدكتور احمد عوض بن مبارك وزيرا لخارجية الجمهورية اليمنية وحينها ومع تقاطع توجهي السياسي من جهة مع توجّه السياسي من جهة اخرى فإن اختلاف الرأي لا يفسد لودّ الزمالة قضية وللأمانة حينما كان طالبا نلتقيه ويلتقينا كان دمت الاخلاق كبقية الزملاء. مضت سنوات الى ان وصلنا الى محطة تصريحات الدكتور احمد عوض بن مبارك والتي تسبب من خلالها تأزُّم العلاقات بين الجمهورية اليمنية وجمهورية مصر العربية, المشكل هنا ان جمهورية مصر العربية التي آوَت اليمنيين من جور اوضاعهم المعيشية السيئة في وطنهم اليمن لم يوفّق الدكتور بن مبارك في تصريحاته التي من موقعه كان من المفترض والواجب عليه ان يحسّن العلاقات بين اليمن ومصر ويطورها الى الافضل وليس ان يعقِّدها طالما و ان ملايين من اليمنيين هجروا وطنهم الأم اليمن واحتضنتهم مصر ليعيشوا اوضاعا معيشية افضل بكثير من الداخل اليمني. الزبدة في الموضوع : هو ان هذا الفتور او التوتّر الدبلوماسي لم ينعكس سلبا على الوزير بن مبارك او الساسة والوزراء في الحكومة اليمنية ولكنه للاسف الشديد انعكس سلبا على المواطن اليمني وكعادة المواطن او الشعب دائما هو من يدفع ضريبة اخطاء الحكام والساسة. هذا الإنعكاس السلبي جعل المواطن اليمني يدفع مبلغ تقارير طبية للجهات المعنية حتى يتمكن من السفر الى مصر. هذا الامر اثقل على كاهل المواطنين الذين يرغبون السفر الى مصر ( وخصوصا ان اغلب المسافرين هم من المرضى لغرض العلاج في جمهورية مصر الشقيقة ). يا دكتور احمد عوض بن مبارك انت الآن ومن خلال تصريحاتك غير الموفقة جثمْت على صدر المرضى الذين لا يكاد اغلبيتهم لديه من المال ما يجعله يؤمِّن غذائه اليومي اثناء علاجه في مصر. هل تعتقد يا زميلنا بن مبارك ان المواطن في الجمهورية اليمنية يعيش في بحبوحة و رغد من العيش وكأن اليمن معيشيا تنافس سويسرا ؟! و ان قضية المال ليس عبئا على الإطلاق بالنسبة للمواطن اليمني بل في متناول اليد ويفيض وينضح ايضا من جيوب المواطنين العامرة بالعملة الصعبة بالدولار والسعودي وغيره من العملات العربية قبل الاجنبية ! هل هذا معقول ؟؟ لو انا ابديت حسن النيّة إزاء الحكومة اليمنية لقلت ان حقائب الحكومة اليمنية دون استثناء لا تعلم كم يتقاضى المواطن الموظَّف في الداخل من راتب شهري مُخجل ومعيب. وبالتأكيد لو سألتك يا دكتور بن مبارك عن راتب نظيرك الاستاذ الاكاديمي اليمني ( البروفيسور ) كم يبلغ بالدولار ؟ هل تستطيع ان تجيب واخجل ان اقول كم …. هل يرضيك ؟ هل لو كنت في مواقعنا الاكاديمية زميلا لنا في الجامعات ستقبل ام ستمتعض ؟. الشعب والمواطن يهلك ويموت ويأكل من القمامة يا زميلي إن كنت لا تدري …. المواطن لم يكتسي للعيد و في احسن الاحوال ذبح المواطن دجاجة وليس خروف في عيده الفطر هذا وما سبقته من اعياد.
* احدى صور هذا المنشور صورة لشارع حيفا ببغداد الذي كانت عماراته وشققه تعج وتمتلئ بنا كزملاء دراسات عليا وما اروع تلك الايام ببغداد الحبيبة