وداعًا يا رفيق ناشر
…………………………….
كتب / وضـاح الأحمـــدي
أحمد ناشر حسن، سكرتير أول منظمة الحزب الاشتراكي بمحافظة الضالع.. هكذا غادرتنا على نحو مفاجئ وغير متوقع البتة.
عايدتك البارحة برسالة ضوئية وتطمئنت أنك باقٍ، ولو علمتُ أن الموت على بعد خطوات منك، لكنت ثرثرت معك ليلة كاملة، كنا تبادلنا هم الوطن وعرعرنا كثيرًا للتعاسات. ويقينًا أنك ستقفل المهاتفة بتحريضي على المزيد من الصبر.
عهدتك مناضلًا جسورًا تمضي خلف الطموحات الواسعة للوطن وللشعب، وبقلب صبور وعقل حكيم ترافقهما دائمًا إبتسامة وخفة دم، هي إحدى سمات شخصيتك الرائعة، رغم المكابدات المتزايدة التي تحملها، والتي بظني كانت إحدى أسباب الرحيل المبكر لرجل بعمرك، كان متقدًا بالهمة اليومية ولم تهزمه أعوام الإنتكاسات.
كنت ببساطة إحدى أهم مرجعياتنا النضالية والسياسية والإجتماعية بمحافظة الضالع، وعنصرًا مميزًا ضمن عناصر “التجربة” المتشكّلة منك ومن عديد رفاق الدرب الوطني، سواءً في الحزب الاشتراكي أو بقية التكوينات والإئتلافات السياسية والثورية الأخرى بالمحافظة. تلك التجربة الرائدة التي نسعى جميعًا الى الإستفادة القصوى من أهم نجاحاتها والعمل على تطويرها لتتوافق أكثر وشروط إدارة الدولة “المنشودة” ولتستوعب متغيرات المرحلة، على المستوى المحلي أو الإقليمي والدولي.
هكذا رحلت بهدوء يشبه هدوء طباعك، وتركت لنا رصيدك النضالي الصادق والمخلص، ومحبة وافرة في قلوب كل من تعرف إليك.