الصدارة سكاي: من المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الثانية
بفضل الله عز وجل ثم بفضل السواعد السمراء بات ساحل حضرموت اليوم ليس كساحل حضرموت الامس، فهو الآن امان الخائفين عندما كان سابقاً خوفاً للآمنين لا مظاهر مسلحة لا اختلالات أمنية لا أزياء عسكرية بالشوارع لا فوضى مرورية لا صخب شعبي فقط يعلوها ويكسوها الهدوء والسكينة فصارت حضرموت قدوة الوطن لمن أراد الأمن والأمان والاستقرار .
فعندما يستهدف الوطن يكون الحياد تواطاً والصمت خيانة فكم مر معتديين ومفسدين فدفنوا في رمال هذا الوطن، فالأوطان لا تنسى تضحيات أبنائها الشرفاء وسيخلدها التاريخ بسطور من نور بسجلاته الذهبية وبأذهان أجياله القادمة.
ان انجازات نخبتنا الحضرمية في *24 إبريل 2016م* لا نستطيع حصرها بأسطر معدودة ولأكون منصفاً في حق أبطالنا وشهدائنا دعونا نؤجز لكم اهم المراحل والمحطات الفارقة بحياتنا أثناء تحرير مدن ومناطق ساحل حضرموت.
قبل *سبعة أعوام* تم تدريب وتأهيل هذه القوات الحضرمية بمديرية رماه معسكر الخالدية وشاركوا قاداتنا إلى جانب القادة الإماراتيين بالتحالف العربي بتأسيسها وتشكيلها وتأهيلها ولتكون صفوة الصفوة تحت مسمى “قوات النخبة الحضرمية” ومن ثم تحركت القوة يقودها القائد الإماراتي ابوسيف بالقوات المدربة المستعدة لخوض أشرس المواجهات والمعارك فتم تجميعها بمعسكر المسيلة، واللواء الركن فرج سالمين البحسني قام بتجهيز قوات كبيرة بمعسكر نحب، ومن هنا كان اللقاء بين القائد الإماراتي ابوسيف بالقادة الحضارم وعلى راسهم اللواء الركن فرج سالمين البحسني وتم عمل غرفة عمليات مشتركة لصناعة الخطط الذكية بالإعداد المتميز والتجهيز القتالي النوعي لجميع ألوية ووحدات وكتائب قوات النخبة الحضرمية .
في يوم *23 إبريل* الذي يعد من أعظم أيام حضرموت و القادة وجميع أفراد النخبة الحضرمية , تم توزيع القوات وتحديد سير اتجاهها في ثلاثة محاور لإقتحام مدينة المكلا ومن احد هذه المحاور الادواس – العيون .
*هنا الأدواس* :
زأرت وزمجرت الأسود الكاسرة وصهلت الخيول الأصيلة وجردت الحواسم من أغمادها لتكتب الأمجاد بحروف من نور معلنة بداية معارك العزة والكرامة وعند أول شرارات النصر المبين .
اهتزت جبال ووديان الأدواس محذرة بالزلزال الحضرمي القادم الذي ملئ الفضاء ضجيجاً والآفاق تسبيحاً وترتيلاً وصقور الجور تشعل السماء ناراً وهديراً .
*هنا منطقة العيون* :
لم تنتظر طويلاً حتى أقبلت إليها طلائع الركب المهيب فقد تشرفت باحتضانهم فوق أرضها وتحت سماءها ومن جنباتها تحفهم جبالها الراسية ، فقد كان ترابها الغالي يلهث عطشاناً ليستقي الطهر الحضرمي والعفة النقية، بعدما دنست شرف ترابنا وبراءته أقدام الأشرار والفئات الضالة التي عاثت فيه فساداً فكان على موعداً مع الدماء الأولى لأسودنا الضاربة التي لبت النداء وسارعت بالتضحية والفداء .
وبالتزامن مع توجهنا بالقوات صوب الريان هناك بالمقابل بالمحور الساحلي قوات لبت إلا أن تكون السباقة للتحرير فرافقتهم نسائم البحر الهادئ لتطرب أسماعهم وقلوبهم وأفئدتهم التواقة للحرية والمجد الحضرمي، الذي فاحت منه الدماء الزكية المكللة بعبق النصر المبين.
بداية من طريق المعدي مروراً بغيل باوزير إلى جول مسحة وربوة خلف داخل عاصمة المحافظة “مدينة المكلا” التي إستبشرت وزغردت بوصول أول طلائع أبنائها المحررين واسودها الفاتحين كان بيوم *24 إبريل 2016م* .
كان تحولاً كبيراً في حياتنا جميعاً كقادة وضباط وصف ضباط وأفراد، إذ عملنا ليل نهار بجهد وتفاني كبيرين على تجفيف منابع الخلايا النائمة والعناصر الإرهابية المختفين بمناطقهم وبين أهاليهم..