قبل الذهاب إلى المفاوضات والدخول الفعلي إلى حلبتها ( المقلقة ) ودون وضوح تام وضمانات كافية وموثوقة؛ وقبل الإتفاق على رؤية وطنية جنوبية شاملة يتفق بشأنها في المحطة القادمة التي تلي بالضرورة عقد اللقاء التشاوري الوطني الجنوبي القادم والبناء على نتائجه العملية الملموسة؛ التي من شأنها إيجاد الأرضية الوطنية الصلبة للتحرك إلى الأمام؛ فسيكون ذلك عملاً محفوفاً بالمخاطر والتحديات المختلفة؛ بالنظر للغموض الذي يكتنف عملية التسوية المرتقبة المتعددة الأطراف والأهداف كذلك وعلى أكثر من صعيد.
ونعتقد هنا جازمين بأنه لا فائدة للمرونة حينها أو للمناورات ولن يكون لها أي قيمة عند الأطراف الأخرى؛ مالم يملك المفاوض الجنوبي أولاً؛ وبفريقه الوطني الواحد الذي يعكس خارطة الجنوب الوطنية والجغرافية وبصورة منطقية مقنعة وعادلة؛ الكثير من الأوراق وأدوات الضغط والقوة اللازمة على الأرض للدفاع عن قضيته الوطنية وقبل الذهاب إلى تلك المفاوضات؛ ومن بينها وأهمها كذلك في هذه الظروف نجاح اللقاء التشاوري القادم للحوار الوطني الجنوبي؛ الذي نأمل أن يضع وحدة وتماسك الجبهة الوطنية الداخلية للجنوب على عربة التحرك السريع إلى المحطة الأخيرة والحاسمة في مسيرة التفاهم والتوافق الوطني الجنوبي الشامل؛ والتي أستمرت لأكثر من عامين متواصلين وبجهود وطنية مخلصة وشفافة من قبل المعنيين في فريق الحوار الوطني الجنوبي بجناحيه الداخلي والخارجي.
إن نجاح اللقاء التشاوري الموسع بين مختلف القوى والكيانات الوطنية الجنوبية التي توافقت على هذه المحطة المفصلية؛ لهو أمر سار ومفرح حقا ومرحب به بعد إنتظار طال أمده ولأسباب يعرفها الجميع تقريباً؛ ونجاحه وبالشكل المطلوب بكونه فعالية وطنية هامة وبما تحمله من بعد تاريخي هي مسؤولية مشتركة تقع على عاتق كل من سيشارك في هذا اللقاء؛ وسيكون اللقاء محل ترقب وتقييم لنتائجه الإيجابية المرجوة من قبل بقية القوى والأطراف التي ما زالت الحوارات معها مستمرة ولم تصل إلى نهايتها المأمولة بعد؛ رغم التوافق الكبير معها على الهدف الوطني الجنوبي المشترك وعلى الكثير من جوانب الآلية المرتبطة بتحقيق هذا الهدف ووفقاً لمتابعتنا للأمر ولكل ما هو معلن بهذا الصدد.
وسيكون لنجاح اللقاء التشاور الوطني المرتقب دوراً مؤثراً وكبيرا أيضاً على صعيد استكمال ما تبقى من تفاهمات وتوافق جنوبي يضمن الذهاب سريعاً إلى عقد اللقاء الوطني الأوسع والشامل وتحت أي صيغة أو مسمى يتفق عليه بهذا الشأن؛ و الذي ينبغي أن يكون المحطة الأخيرة لتحقيق التوافق الوطني الجنوبي العام وإقرار ميثاق الشرف الوطني الذي ينبغي أن يكون هو الآخر وثيقة للمستقبل؛ ومجسداً لوحدة وإرادة وموقف كل القوى المؤمنة بحق الشعب الجنوبي في استعادة دولته الوطنية الجنوبية المستقلة؛ وعلى الآلية الصحيحة والمناسبة والموضوعية للوصول بسلاسة وبأقل التكاليف الممكنة والمتاحة لتحقيق هذا الهدف الوطني الجنوبي العظيم.