أجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الأحد، مباحثات بشأن الأوضاع في السودان مع المبعوث الخاص لرئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان.
والأحد، دخل القتال بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” شبه العسكرية أسبوعه الثالث، مع اتهامات متبادلة بخرق هدنة إنسانية بدأت ليلة الخميس لمدة 72 ساعة ضمن مواجهات دموية منذ منتصف أبريل/ نيسان الجاري.
وقالت الخارجية السعودية، في بيان، إن بن فرحان “استقبل في مقر الوزارة بالرياض اليوم المبعوث الخاص لرئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني السفير دفع الله الحاج علي، وجرى بحث الأوضاع الراهنة في السودان”.
وللحفاظ على “مقدرات ومكتسبات السودان وشعبه الشقيق”، أكد الوزير “دعوة المملكة إلى التهدئة وتغليب المصلحة الوطنية ووقف كافة أشكال التصعيد العسكري”، وفقا للبيان.
وحتى الساعة 13:22 بتوقيت غرينتش لم تصدر إفادة عن البرهان بشأن هذا اللقاء غير المعلن مسبقا.
وخلَّفت الاشتباكات بين الجيش و”الدعم السريع”، بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، 528 قتيلا و4 آلاف و599 جريحا، معظمهم مدنيون، حتى 27 أبريل/ نيسان الجاري، وفقا لوزارة الصحة، السبت.
وفر عشرات الآلاف من السودانيين باتجاه دول الجوار، ولا سيما مصر وتشاد وجنوب السودان، فيما تواصل عشرات الدول إجلاء رعاياها.
ويقول مراقبون إن القتال في السودان يعكس صراعا على السلطة والنفوذ في بلد يأمل في العودة إلى الحكم المدني.
والجمعة، وصف البرهان، حميدتي بأنه “قائد متمرد يريد تدمير السودان”، فيما قال الأخير إن الأول “انقلابي” و”إسلامي متطرف” ومرتبط بـ”النظام البائد”، في إشارة إلى نظام الرئيس المعزول عمر البشير (1989-2019).
وبين القائدين خلافات أبرزها حول مقترح لدمج “الدعم السريع” في الجيش، وهو شرط أساسي لاتفاق يهدف إلى عودة الحكم المدني في البلاد، بعد أن فرض البرهان في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، حين كان متحالفا مع حميدتي، إجراءات استثنائية اعتبرها الرافضون “انقلابا عسكريا” على الشركاء المدنيين في حكم المرحلة الانتقالية.