تنطلق في العاصمة عدن يوم غد الخميس الرابع من مايو 2023م، فعاليات الجلسة الافتتاحية لـ”الحوار الوطني الجنوبي”، وتستمر حتى السابع من مايو 2023م، بمشاركة واسعة وفعالة من مختلف القوى الجنوبية والمكونات السياسية والنقابية والمجتمع المدني والوزراء والمحافظين والبرلمانيين والشخصيات العامة والخبراء.
ويجتمع ممثلو القوى والمكونات السياسية الجنوبية على طاولة واحدة ضمن خطة مزمنة من الرابع إلى السابع من مايو 2023م، للسير بخُطى ثابتة نحو بناء اللحمة الجنوبية، والسير نحو استعادة جمهوريتهم الفيدرالية الجديدة.
ويعد انطلاق الجلسات النقاشية للحوار الوطني الجنوبي الجنوبي بداية مرحلة جديدة في مسيرة النضال الذي بدأ بالثورة السلمية حتى وصل إلى الكفاح المسلح، وتنطلق هذه الجلسات تحت شعار “نتحاور ونتبادل الرؤى، مبتغين صالح وطننا الجنوبي العزيز، ونرسم ملامح جمهوريتنا الفيدرالية الجنوبية الجديدة، التى نسعى إليها معا – نحن الجنوبيين – دولة ديمقراطية فيدرالية حديثة، ونضع للأبناء والأحفاد، خارطة طريق، لمستقبل واعد مشرق.. يليق بهم بعد الوصول إلى مخرجات جدية تخدمُ الوطن والمواطن الجنوبي، وتخرجه من حالة الاستلاب السياسي المشتت إلى حالة من القوة والبناء والتوقيع على مثياق شرف وطني يعمل تحته الكل من دون استثناء، ليحددوا من خلاله الرؤية الشمولية في تأسيس معالم طريق جمهوريتهم الفيدرالية الجنوبية الجديدة.
ويأتي الحوار الوطني الجنوبي الجنوبي، الذى أطلقه المجلس الانتقالي الجنوبي عبر فريق الحوار الجنوبي في الداخل والخارج من يقين راسخ لدى، بأن الجنوب أمة وجمهورية وشعب، تمتلك من القدرات والإمكانيات، التى تتيح لها البدائل المتعددة، لإيجاد مسارات للتقدم فى كافة المجالات، سياسيا واقتصاديا ومجتمعيا وأن جنوبنا اليوم، يمتلك من كفاءات العقول، وصدق النوايا، وإرادة العمل، ما يجعله فى مقدمة الأمم والدول وأن أحلامنا وآمالنا، تفرض علينا، أن نتوافق ونصطف للعمل، ونجتمع على كلمة سواء كما أن تعاظم التحديات، التى تواجه الجنوب على كافة الأصعدة، قد عززت من الإرادة الفردية والجمعية على السواء على ضرورة الحوار، الذى يتطلع، لأن يكون شاملا وفاعلا وحيويا يحتوى كافة الآراء، ويجمع كل وجهات النظر، ويحقق نتائج ملموسة ومدروسة، تجاه كافة القضايا على جميع المستويات، وعلى مدار عام ونصف، ومنذ أن دعا القائد الرمز عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي إلى الحوار الوطني الجنوبي الجنوبي الشامل، وتابع عن كثب وباهتمام بالغ، الإجراءات التحضيرية له، وتهيئة الأجواء لإتمامه، مؤكدا أن الاختلاف فى الرأى، لا يفسد للجنوب قضية وأن حجم التنوع، والاختلاف فى الرؤى والأطروحات، يعزز بقوة من كفاءة المخرجات التى ينتظرها من جمعهم الكريم، المتنوع الجامع، لمكونات المجتمع الجنوبي السياسية والمدنية والعمالية كافة.
وفي هذا المقام إنني إذ أكرر سعادتي الغامرة حين أرى قوى الجنوب ومكوناته السياسية والمدنية والعمالية وهي مشاركة في هذه التجربة الوطنية الحضارية، وأدعوهم إلى بذل الجهود لإنجاحها، واقتحام المشكلات والقضايا وتحليلها، وإيجاد الحلول والبدائل لها متمنيا من الله “عز وجل”، أن يكلل جهودهم جميعا بالنجاح والتوفيق مؤكدا دعمنا كقوى أكاديمية تحمل الوعي التنويري في انتهاج هذا السبيل الحضاري المتمثل في الحوار، والاستمرار عليه وتهيئة كل السبل لإنجاحه، وتفعيل مخرجاته، فى إطار من الديمقراطية والشفافية والممارسة السياسية الفاعلة ونتطلع إلى المشاركة في مشاهدة مراحله النهائية وهي تتوج في تعزيز أواصر الإخوة واللحمة الجنوبية وتحقيق أهداف ثورتنا التحررية المتمثل في جمهورية الجنوب الفيدرالي الجديد .
صحيح هناك فئات لم تشارك فى الحوار الوطني الجنوبي، واعتقد أن معارضة الفكرة وسيلة غير واقعية، وأن إرادة الحوار الوطني سوف تنجح بعد أن خلقت حالة من التوافق والتلاحم بين فئات الشعب، الأمر الذي يسهم في صناعة المستقبل والجمهورية الفيدرالية الجنوبية الجديدة وتحقيق خطط التنمية الشاملة التي يتمناها الشعب من خلال إعلاء المصلحة الوطنية والعمل بكل جدية على إنجاح هذا الحوار، لأن الحوار بوصفه لغة حضارية تعكس حرص المتحاورين على المضي قدماً لبناء وطن يتسع للجميع تحت راية المصلحة العامة وفقاً للرؤى والأفكار والمقترحات التي تسهم في تحقيق المنفعة العامة والتجرد من المصالح الشخصية للوصول بالجنوب إلى مرحلة الاستحقاق السياسي العادل والمشروع.