كثير من الأصدقاء تواصلوا معي على مدى الأيام الماضية متسائلين هل سأحضر اللقاء الجنوبي.. بل وطلب عدد منهم التوسط لهم للحضور..واستغربوا أن لا أكون ضمن الحضور، واعتبر البعض منهم أن هذا رداً دبلوماسياً حتى لا أحقق رغبتهم بالتوسط لهم للحضور.
كان ردي إنني لست مدعواً، لأن هذا اللقاء الجنوبي الهام ليس كرنفالاً عاماً ولا مهرجاناً مفتوحاً حتى يتاح الحضور لأكبر حشد ممكن، كما كان يحدث في المليونات ..وإنما عمل منظم جرى الترتيب له ضمن الحوار الوطني الجنوبي الذي بدأ قبل أكثر من عام لتقريب وتوحيد الجنوبيين ووضع الأسس الثابته لمواجهة الاستحقاقات القادمة بصوت جنوبي موحد وقوي تحت سقف استعادة الدولة الجنوبية.. ولهذا اقتصر الأمر على مشاركة مندوبين يصل عددهم إلى حوالي 300 شخصاً ممثلين عن مكونات الطيف الجنوبي المنضوية بالحوار، وسررنا أن التمثيل ضم غالبية القوى الفاعلة وغاب القلة ممن تظل الأبواب أمامهم مشرعة للالتحاق بالركب، فقد قبل البعض الذهاب للحوار بالأمس مع المحتل لانتزاع بعض الحقوق، وحري بنا أن نختلف ونتناقش ونتحاور مع بعضنا البعض بهذه اللغة الحضارية من أجل بناء بيتنا الكبير..الجنوب العربي..الذي يتسع لنا جميعاً..ولن يُبنى إلا بجهود الجميع..
بالطبع، مثلي مثل غيري، كنت أتمنى أن أكون حاضراً ضمن الكوكبة التي تلتقي اليوم، ولا شك أن ذلك سيكون مبعث فخر لي أسوة بالحاضرين من الأصدقاء وزملاء النضال..وكم سررت أن تلقيت رسالة واتس من أحد أصدقاء النضال المشاركين في الجلسة الافتتاحية قال فيها:” كيف حالك دكتورنا العزيز..الكل يبحث عنك في القاعة”..
ومع ذلك فأنا حاضر، مع هذا الطيف الجنوبي بكل مشاعري ووجداني، بحضور الهدف الذي نسعى إليه ونناضل جميعاً من أجله، وثقتنا كبيرة في كل المشاركين ونترقب بكل شوق نتائج إيجابية تقربنا نحو الهدف الذي طال انتظاره..
فلتتظافر الجهود ولنقرب وجهات النظر للمضي بثبات نحو هدف استعادة الدولة الجنوبية بنظام فيدرالي يشارك الجميع اليوم بصياغته بالتوافق، ولنستغل هذه اللحظة التاريخية التي أوصلتنا إليها تضحيات شعبنا ودماء الشهداء الأبرار ومعاناة الجرحى الأبطال، ويلزمنا الوفاء لهم أن نحقق هدفهم ونلتف حوله من أقصى المهرة إلى سقطرى وباب المندب.