اللقاء التشاوري الموسع؛ سَينجح، وهو يعتبر خطوة أولى من خطوات متعددة وحكيمة؛ لِلحوار الوطني الجنوبي، الّذي جاء لِتحقيق هدفين رئيسيين وسامِين، أولهما “يتمكَّن بِتحقيق تقارب أبناء المناطق الشرقية بالغربية وتعزيز اللحمة الوطنية من خلال مدّ السواعد وإصلاح ذات البين، والكف عن التجاذبات السياسية والتراشقات التخوينية المتناوبة بين أزمة وأخرى”.
سعت ونجحت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بِمعالجة “الأخطاء الفردية” حقيقةً، ورفع مستوى الوعي السياسي والاِجتماعي والأمني بشكلٍ ملحوظ في عدد من المناطق والمحافظات، وهذا يدل على إدراكهم الخطأ؛ ومُعالجتهم له، وإيمانهم بِتربص “الأطراف السياسية المُعادية” لها، واستغلالها لصالحها من خلال توضَّيبها في خطابات ومعارك تَصنع نعرات وخلافات متجددة بين أبناء الشعب نفسه.
استطاعت أطراف سياسية طامعة من توجيه ترسانة عسكرية نصف ديموغرافيّتها ينتمون لمحافظات جنوبية؛ تتمسك بِشعار “اليمن الكبير”، وجعلتهم يُصوبوا أسلحتهم وماسورة مدافعهم نحو مدينة بدأت تعيش ذروة هدوؤها العسكري الأول عقب غزو مارس 2015 ومعركة مارس 2016، حيث فشلت؛ بإعادة سيناريو قاتم للمنطقة، وللأسف… نجحت بِمنح الحوثيين؛ الوقت، لِتطوير ترسانته.
أما عن الهدف الثاني؛ فَهو يتمخَّض حول “مفاوضات الحل السياسي الشامل، وصياغة ميثاق وطني يتضمن عدد من الأطُر الموضوعية – ذات الشأن”، تقديم الانتقالي نفسه بِصورته اللحظية والآنية لِطاولة حل الأزمة وإنهاء الحرب، سَيُعرضه لانتقادات خارجية -مُعارِضة- وَلكن بِخطوته الأولى والاِستباقية؛ بِعقد لقاء تشاوري معَ مختلف المكونات الجنوبية، سَيكبح الأبواق ولن يدع لها فرصة للِتهكَّم.
إن تأجيل الاستقرار الدائم وعدم المُضي قدمًا في “مسودة الإعلان المشترك للحل السياسي الشامل” يؤثر بشكل كبير في مستقبل جغرافية المنطقة، وعلى ضوء ذَلك.. أهميته وأهمية “المرحلة الانتقالية” اليمنية – بشراكة الحوثيين، تكمن في أمرين هامين: “مدى التزام الأطراف السياسية بالشروط خلال المرحلة الانتقالية”، والآخر “استغلال الوقت؛ بِتعزيز الترسانة العسكرية الجنوبية للاستعداد لأي هجوم محتمل يأتي رفضًا على خطوات معينة”، فَسيناريو مؤتمر الحوار الوطني الشامل، اتفاق السلم والشراكة الوطنية، وانقلاب الحوثيين على الدولة – مثالًا، وأعتقد تعلمنا منه