بعد جهود مضنية وطول إنتظار ومحاولات وطنية مخلصة بذلت خلال ثلاثة عقود لتوحيد الصف الوطني الجنوبي؛ إلا أنها كانت جميعها تصطدم بعراقيل وكوابح مختلفة؛ ولم تكن قوى الإحتلال والهيمنة والنفوذ بعيدة عن ذلك؛ وها هو اليوم شعبنا الجنوبي العظيم ينتصر لإرادته الحرة في لقاء التشاور الوطني وما تمخض عنه من نتائج تاريخية وفي مقدمتها التوقيع على الميثاق الوطني الجنوبي.
إن عملا وطنيا مخلصا قد بذله فريق الحوار الوطني الجنوبي وبمسؤولية وطنية إستثنائية عالية؛ أثمرت في عقد هذا اللقاء غير المسبوق في تاريخ الجنوب؛ وجسد المشاركون فيه روح الإنتماء الأصيل لوطنهم ولمستقبله وأعلى درجات الحرص على نجاح اللقاء وخروجه بهذه النتائج المشرفة التي لا تليق إلا بالأوفياء للجنوب وطنا وتاريخا وهوية.. وغدا ننتظر إلتئام من تخلفوا أو تريثوا أو ترددوا عن الحضور ولأسبابهم المختلفة؛ عبر إلتحاقهم بركب الكتلة الوطنية التاريخية العريضة؛ التي تشكل رافعة وطنية وتاريخية حقيقية للجنوب ولقضية حريته وإستعادة دولته الوطنية المستقلة.