الصدارة سكاي متابعات
رسائل عديدة بعث بها عمرو البيض عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، الممثل الخاص لرئيس المجلس للشؤون الخارجية، جدّدت التأكيد على الاستراتيجية التي ينتهجها المجلس الانتقالي في إطار نضاله الوطني لتحقيق تطلعات الشعب الجنوبي وفي مقدمتها استعادة دولته.
عمرو البيض استعرض في مقابلة تلفزيونية، ملامح رئيسية استراتيجية المجلس الانتقالي، التي يتم التعامل على أساسها بما ينسجم مع تطلعات الجنوبيين في هذا الصدد.
البيض أكّد أنّ المجلس الانتقالي أنجز خطوات سياسية كبيرة أبرزها توقيع الميثاق الوطني، وهو الميثاق الذي يُنظر إليه بأنه الدستور المنظم لآلية العمل الوطني في الجنوب سواء إداريا أو سياسيا.
وإتساقا مع كون الجنوب جزءا من العملية السياسية ويبدي انفتاحا كاملا عليها، فإنّ البيض أكّد أنه يتم حاليا العمل على تنظيم إطار تفاوضي جديد للقضية الجنوبية بالتنسيق مع القوى الإقليمية والأمم المتحدة.
وتوضيحا لموقف الجنوب الذي لا يحتمل التأويل ولا التفسير، فقد أكّد البيض أن المجلس الانتقالي لا يعترف بإطار الحل للقضية الجنوبية الذي وضع عام 2011 لأنه يتجاهل جوهر القضية، ما يعني أنّ القيادة الجنوبية تصر على استعادة الدولة كاملة السيادة؛ تلبية لتطلعات الشعب الجنوبي في هذا الصدد.
كما شدّد القيادي الجنوبي، على أن المجلس الانتقالي لم يوقّع على المرجعيات الثلاث حتّى يلتزم بها، وذلك في رد واضح على المعسكر المعادي للجنوب التي يتشدق بهذه المرجعيات في الاستهداف الذي يشنه على قضية الجنوب.
يعني ذلك بوضوح أن الجنوب لن يقبل بالحلول التي تتحايل على إرادة الجنوبيين، لا سيما أنّ قضية شعب الجنوب ظلت مستهدفة على مدار الفترات الماضية، بالكثير من الرؤى المُسكّنة التي سعت من خلالها قوى صنعاء للتحايل على حق الجنوبيين في استعادة دولتهم.
وفي هذا الإطار، أّكد عمرو البيض أن استعادة دولة الجنوب هو السبيل لضمان استقرار المنطقة بشكل كامل، ويرتبط هذا الأمر بشكل مباشر بالوضع على الصعيد العسكري.
ففي ظل الجهود المتواصلة التي يبذلها الجنوب لدحر الإرهاب بكل صنوفه وأشكاله، فقد أكّد البيض أن المجتمع الاقليمي والدولي يرى القوات الجنوبية حليف حقيقي لمحاربة الإرهاب.
كما أشار إلى أنّ إجماعا إقليميا ودوليا على ضرورة ايجاد آلية تفاوضية لحل قضية الجنوب، وذلك في نتاج السياسات الحكيمة التي اتبعها المجلس الانتقالي على مدار الفترات الماضية، التي ولّدت قناعة راسخة بأنّ معالجة قضية شعب الجنوب بما يلبي طموحات شعبه هو السبيل نحو تحقيق الاستقرار الشامل الذي ينشده المجتمع الدولي.
وتعاطيا مع هذا الأمر، فقد عمل المجلس الانتقالي – كما صرح البيض – على إيجاد مقاربة معقولة وآلية لحل القضية الجنوبية يستطيع العالم التعاطي معها.
الرسائل التي أكّدها البيض في تصريحاته، تندرج في إطار التعبير عن المسار السياسي الذي يخطوه الجنوب في المرحلة الحالية، وهو مسار له عدة دعائم وملامح، تتمحور جميعها حول محور استعادة الدولة.
وهذا المحور الشامل الذي يتجمع حوله الجنوبيون، تترفع منه استراتيجيات العمل التي ينفذها المجلس الانتقالي، والتي تشمل الحرص على تحقيق الأمن والاستقرار، والمحافظة على علاقات التقارب مع الأشقاء وتحديدا السعودية والإمارات، والالتزام المتكامل بإطار مكافحة التحديات ومواصلة جهود دحر الإرهاب، والانفتاح على أي مسار سياسي يجلب التهدئة الشاملة، شريطة مراعاة حق الجنوب في استعادة دولته.