الصدارة سكاي /متابعات
خلال السنوات القليلة الماضية بدأت بعض الشركات الناشئة في الجزائر تطرق باب القطاع الصناعي، مع تبني بعض منها خططًا بيئية طموحة، مثل تحويل النفايات إلى غاز أو وقود أو كهرباء، رغم أن السوق مليئة بالتحديات والصعاب، وتُعد “دوبل باور ماشنري”، التي أُنشئت عام 2016، إحدى أبرز هذه الشركات في هذا القطاع.
فقد اختارت الشركة الناشئة اقتحام مجال يجمع بين الصناعة وحماية البيئة، وتخصصت في صناعة خطوط معالجة النفايات الطبية والصناعية والمنزلية والحيوانية والنفطية كذلك، إذ تنتج الشركة خطوطُا مختلفة حسب نوعية كل خط.
وقال رئيس الشركة فوزي حزام -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة-، إن الفكرة انطلقت من ملاحظة النقص الكبير الموجود في الجزائر بمجال معالجة النفايات المختلفة، لتفادي المخلفات والانعكاسات على البيئة والمحيط.
وبعدما كانت الشركة التي توجد في ولاية أم البواقي (464 كلم شرق العاصمة) تكتفي بالاستيراد في المرحلة الأولى، تحولت إلى التصنيع وتطوير منتجاتها، استجابة إلى طلبات الزبائن حتى بلوغ استعمال أحدث التكنولوجيات.
خطوات تحويل النفايات إلى غاز
تستعمل النفايات الصناعية التي تُعد نفايات صلبة، بالإضافة إلى النفايات النفطية، خط معالجة خاصًا بها، يعتمد على فرن دوار مع الشحن الآلي، ويمتلك النظام قدرة كبيرة على المعالجة، إذ تتحول من المرحلة الأولى كل 95 كيلوغرامًا من 100 كيلوغرام من النفايات الصلبة إلى غاز، في حين تصير 5 كيلوغرامات إلى رماد.
وأوضح فوزي حزام -في تصريحاته إلى منصة الطاقة- أنّ كل كيلوغرام من النفايات الصلبة يولّد 1.5 إلى متريْن مكعبيْن من الغاز، ما يؤكد أهمية مرحلة المعالجة بالمقارنة مع الحرق، ولهذا السبب فإنّ وحدات معالجة الانبعاثات الغازية أكبر 3 أضعاف من الفرن المخصص للحرق.
وعلى هذا الأساس، فإنّ وحدات المعالجة التي تلي الحرق تبدأ من وحدة معالجة الغازات باستعمال درجات حرارة مرتفعة جدًا تصل إلى 1200 درجة، ثم تأتي مرحلة عملية العزل الفيزيائي للغبار من الغاز عن طريق الطرد المركزي.
في المرحلة التالية لتحويل النفايات إلى غاز، تتجه الغازات إلى عملية التبريد التي تكون بطريقتيْن، الأولى عن طريق الماء أو الهواء، بالإضافة إلى مراحل أخرى لتصفية الغازات من كل المكونات والشوائب الصغيرة جدًا، تليها المرحلة الأخيرة التي تهدف إلى التخلص من الأحماض ذات العلاقة.
محرقة نفايات متنقلة للظروف الاستعجالية
قال رئيس شركة “دوبل باور ماشنري”، فوزي حزام، إن الشركة تُعد رائدة في صناعة محرقة نفايات متنقلة أنتجتها الشركة خلال جائحة كورونا “كوفيد-19″، وما ترتب عنه من حظر صحي على العديد من المناطق عبر الوطن.
واقتُرحت هذه المحرقة التي لا تستعمل الفرن الدوار على السلطات العمومية، للتخلص من النفايات الطبية للمستشفيات بالدرجة الأولى.
وأضاف أن الشركة تعمل على التكيف مع الواقع الاقتصادي للبلاد، لاقتراح أفضل التجهيزات في مجال حماية البيئة والمحيط، مشيرًا إلى أن الشركة منفتحة على أفضل ما تقترحه التكنولوجيا، بالإضافة إلى الوقوف على ما يطلبه الزبائن من الصناعيين والمتعاملين الاقتصاديين وكذا الشركات، كونه أفضل حل للتخلص من مخلفاتهم من النفايات.
تحديات عملية تحويل النفايات إلى غاز
أشار فوزي حزام إلى أنّ الحصول على المادة الأولية في صناعة نظام معالجة النفايات كان أحد العراقيل التي واجهت الشركة في مرحلتها للانتقال من الاستيراد إلى التصنيع المحلي.
وأرجع السبب الرئيس إلى عدم توفر الشركات المناولة المتخصصة في تصنيع الأجزاء الخاصة بهذا النظام، كما هو معمول به في كل العالم، فلا توجد شركة تصنع المكونات دون الاستعانة بالمناولين.
هذه الوضعية دفعت شركة “دوبل باور ماشنري” إلى تصنيع الأجزاء بمفردها لتلبية جميع الطلبيات، اعتمادًا على الخبرة التي اكتسبتها في المجال، غير أنّ الأمر انعكس على آجال التسليم، إذ إنّ المدة تكون أطول، وتضطر الشركة إلى ضمان توفير كل المكونات بمفردها.
الاستفادة من الغازات لإنتاج الكهرباء
إلى جانب عمليات تحويل النفايات إلى غاز، تدرس الشركة في الوقت الراهن -بالتعاون مع مجموعة من الخبراء الأساتذة من جامعة أم البواقي- طريقة الاستفادة من الغازات المنبعثة من محرقة النفايات لإنتاج الكهرباء.