بعد يوم واحد من تلميح الزعيم الأعلى الإيراني المرشد علي خامنئي لإمكانية التوصل إلى اتفاق نووي مع الغرب، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الإثنين، في مؤتمر صحفي أسبوعي، أنّ بلاده قد تجري تبادلاً للسجناء مع الولايات المتحدة قريباً، “إذا أبدت واشنطن حسن النية”.
وقال كنعاني: “بالنسبة إلى مسألة تبادل السجناء مع الولايات المتحدة (…)، المفاوضات جارية عبر وسطاء (…)، إذا أظهر الطرف الآخر الجدية نفسها وحسن النية، فيمكن لذلك أن يحدث في المستقبل القريب”.
ومن بين الأمريكيين المحتجزين لدى إيران سياماك نمازي، وهو رجل أعمال إيراني يحمل الجنسية الأمريكية، صدر بحقه حكم في 2016 بالسجن (10) أعوام بتهمتي التجسس والتعاون مع الحكومة الأمريكية.
وتحتجز إيران رجل الأعمال الإيراني-الأمريكي سياماك نامازي، الذي يقبع في السجن منذ توقيفه في تشرين الأول (أكتوبر) 2015. أمّا والده محمد باقر نامازي الذي شغل سابقاً منصباً في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، فقد أوقف في شباط (فبراير) 2016 بعدما توجّه إلى إيران في محاولة منه لتقديم المساعدة لابنه، وفي تشرين الأول (أكتوبر) 2016 حُكم على الرجلين بالحبس (10) أعوام لإدانتهما بـ “التجسس والتعاون مع الحكومة الأمريكية”.
وفي العام 2020 قرّر القضاء الإيراني تخفيف الحكم الصادر بحق باقر، البالغ من العمر أكثر من (80) عاماً، لدواعٍ صحية، لكنّه مُنع من مغادرة البلاد، كما رُفض طلب تقدّم به للسفر إلى الخارج من أجل الخضوع لعملية جراحية.
وحكم القضاء الإيراني على رجل الأعمال الإيراني-الأمريكي عماد شرقي بالسجن (10) أعوام لإدانته بالتجسس، بحسب وسائل إعلام محلية، قالت حينها إنّه أوقف أثناء محاولته الفرار من البلاد.
وتسعى واشنطن لمواجهة التهديدات الإيرانية في المنطقة من خلال تعزيز وجودها العسكري، بينما تشعر بقلق من عودة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران وفق اتفاق عقد في شهر آذار (مارس) الماضي برعاية صينية.
الشهر الماضي، تبادلت إيران وبلجيكا الإفراج عن سجناء بوساطة عُمانية، بينهم الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي المدان في قضايا إرهاب تتعلق بالتخطيط لتفجير تجمع للمعارضة الإيرانية بباريس في العام 2018.
بدوره، أعلن رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو حينها أنّ إيران أفرجت عن عامل الإغاثة أوليفييه فانديكاستيل بعد احتجازه لمدة (455) يوماً.
وغالباً ما تستثمر طهران ملف الرهائن لابتزاز الغرب ودفعه إلى تقديم تنازلات في قضايا سياسية واقتصادية، فيما يشتد التوتر بين الطرفين على خلفية ملفات عديدة، من بينها جمود مباحثات إحياء الاتفاق النووي، بالإضافة إلى تواصل التهديدات الإيرانية.