خسارة محافظ عدن في معركته الأخيرة، ليست نهاية المطاف، وإن كان الفارق الاخلاقي الكبير بينه وبين خصومه اليمنيين الذين يديرون منظومة الفساد بخبث ولؤم و إستغلال للعلاقات الإقليمية بحنكة قد لعب دورا مؤثرا.
في الوقت الذي أدار معركته بعض الطارئين على المشهد ممن يجهلون قواعد العمل السياسي بأبعاده الوطنية، الاقليمية و الدولية و تنوع أدواتها.
لسنا محزونين على خسارته، لكونه، فقط كان صادقا و مثابرا لتقديم أفضل ما يمكن تقديمه لخدمة مدينة عدن، بل لأن هذه الخسارة ايضاً نكسة لمكافحة الفساد و الخلاص من رموزه الذين يُشهد لهم أن أيديهم بل أجسادهم ملوثة بالفساد.
حرب التحرير و مسيرتها ليست رحلة سفر ممتعة و لا هي نزهة في حديقة في جو ربيعي بل معارك فيها دماء، تضحيات، آلام، دمار، جوع و قهر.
نحن نعرف أننا امام قوى غدر لن تقر و تعترف بحق شعبنا الجنوبي في إقامة دولته بسهولة إلا متى وجدت نفسها ستخسر كل شيء، و هذا هو الأمر لن يتحق إلامن خلال عمل مؤسسي و بإدارة قوية مؤهلة.