أثار هدم مئذنة جامع بني قبل نحو 300 عام في مدينة البصرة جنوب العراق يوم الجمعة لتوسعة أحد الطرق، غضب العراقيين والسلطات الدينية والثقافية الذين نددوا بالخطوة. وذكرت وسائل إعلام محلية أن إدارة محافظة البصرة أقدمت على هدم مئذنة المسجد بخلاف الاتفاق الذي توصلت إليه مع الوقف السني ووزارة الثقافة، وهو ما تسبب بموجة غضب عارمة. ويعد جامع السراجي من مساجد العراق التاريخية القديمة في مدينة البصرة، ويتميز بعمارته الأثرية والتراثية وبني في عام 1140هـ /1727م. وتبلغ مساحة الجامع نحو 1900 متر ولقد كان بناؤه من مادة اللبن والطين، ويقع في محلة السراجي في قضاء أبي الخصيب. وتعلو الجامع منارة أثرية فخمة البناء لها حوض واحد مبنية بالآجر القديم، ونقشت بعض أجزائها العلوية بالكاشي الملون الكربلائي، وفيه مصلى واسع يبلغ عرضه 18 مترا وبطول 11 مترا، وللحرم محراب مبني من الطابوق والأسمنت، وعن يمينه يوجد منبر محاط بسياج من خشب الصاج، وتحيط بالمصلى النوافذ من كل جانب. ويعد الجامع من أوسع مساجد البصرة مساحة قديما، حيث كان يسمى بالمسجد الكبير في البصرة قبل بناء المساجد الحديثة وجامع البصرة الكبير، وأيضا كان من مسمياته القديمة اسم جامع مناوي لجم الكبير، لأن المنطقة كان اسمها قرية مناوي لجم، ثم توسعت، وتمييزا له عن جامع مناوي لجم الصغير. وجرى تجديد بناء جامع السراجي في ثمانينات القرن الماضي وتعلو الجامع مئذنة يعود تاريخها إلى نحو 3 قرون، وهي بذلك دخلت في صلب المباني الأثرية التي لا يجوز المساس بها طبقا لقوانين “اليونيسكو” في الحفاظ على التراث العالمي لأي أثر يتعدى المائة سنة، فضلا على رمزيتها لدى أهالي البصرة.