أكد أطباء مختصون أن الأتربة إحدى المشكلات التي تتفاقم خلال الصيف، محذرين من أنها تتسبب في الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، مثل الربو وتهيج حساسية الصدر.
وقالوا إن لها تأثيراً أكبر في كبار السن والأطفال ومرضى الحساسية، داعين إلى اتباع الإرشادات الوقائية لتجنب مخاطرها.
وذكر استشاري طب الأسرة، الدكتور عادل سجواني، أن «الأتربة تسبب الكحة والسعال والربو وظهور صفير عند التنفس، وتالياً لابد من مراجعة الطبيب للحصول على أدوية الحساسية، أما من لديه مشكلة في التنفس، فعليه أن يذهب إلى أقرب مركز طوارئ».
وأكد ضرورة تجنب الخروج في الأماكن المفتوحة أثناء هبوب الرياح والأتربة الشديدة، واتباع التعليمات المرتبطة بهذه الأجواء، مثل تغطية الفم والأنف بشكل مستمر، ووضع واقي الشمس، والحرص على غلق النوافذ عند قيادة السيارة واستخدام المكيف.
وقال اختصاصي أمراض الرئة الدكتور عبدالكريم نصار، إن العواصف الترابية تحمل بكتيريا وفطريات وفيروسات تهدد الصحة.
وأضاف أن كبار السن والأطفال ومرضى الحساسية، والمصابين بأمراض مثل الربو، هم أكثر الفئات عرضة للأضرار الصحية الناجمة عن العواصف الرملية.
وأشار إلى أن موجات الغبار تؤثر في الجهاز التنفسي والمرضى الذين يعانون أزمات الربو أو مرضى التهاب الشعب الهوائية المزمنة بشكل خاص، إذ تزداد نوبات السعال وسيلان الأنف والبلغم، وينتج عن ذلك ضيق في التنفس.
ونصح المصابين بأمراض مزمنة في الجهاز التنفسي ومرضى الربو بأخذ العلاج قبل حدوث الأعراض والكحة وضيق التنفس، لتلافي الذهاب إلى الطوارئ، مشيراً إلى أن بعض الحالات لا يمكن السيطرة عليها عن طريق البخاخ الخاص بالتنفس، خصوصاً مرضى الربو الحاد، إذ يحتاجون إلى زيارة المستشفى في هذه الحالة وأخذ العلاج المناسب لتقليل حدة ضيق النفس وتقليص الأعراض.
وأكد أهمية الكمامات داخل المنزل في تقليل كمية الغبار المستنشقة. كما دعا إلى شرب كمية من المياه لا تقل عن ثلاثة لترات يومياً، للحفاظ على ترطيب الغشاء الداخلي للشعب الهوائية، وتقليل خطورة الأعراض التي تصيب المرضى، فضلاً عن استخدام أجهزة تنقية الهواء داخل المنزل لتخفيف تأثير الغبار في التنفس.
ولفت إلى أن الأضرار الصحية التي تُسببها العواصف الترابية أثناء حدوثها وبعد انتهائها لا تقتصر على مرضى الجهاز التنفسي، بل يمتد تأثيرها ليطال الأشخاص الأصحاء أيضاً، حيث تدخل جسيمات الرمل أو الغبار الكبيرة عادةً في العينين والأنف والحلق مسببةً الإصابة بالالتهاب والتهيج، وهو ما يعلل حدوث السعال والاحتقان في الأنف والاحمرار حول العينين. كما أن الجزيئات الصغيرة من الأتربة والغبار التي يتم استنشاقها تدخل إلى داخل الجهاز التنفسي لتستقر في الرئتين، ما يؤدي إلى مشكلات في التنفس أو حدوث ألم في الصدر.
وأكد أخصائي الحساسية والمناعة، الدكتور عماد عرفة، أن حساسية الغبار من أكثر مسببات مرض الربو في منطقة الخليج، نظراً للعواصف الرملية التي تشتهر بها، وهذا ما يسهم في زيادة الحساسية لدى كثيرين.
وقال: «بالنسبة للأشخاص الذين يعانون الحساسية أو لديهم حساسية للعث أو المصابين بالربو، فإن ملوثات مثل العفن وعث الغبار ووبر الحيوانات الأليفة يجب التعامل معها على أنها بكتيريا وفيروسات ضارة، لأن التعرض المستمر لها يمكن أن يؤثر في صحتهم، ويؤدي إلى ظهور أعراض حساسية خفيفة إلى شديدة، يمكن أن تكون مسؤولة عن نوبات الربو».
من جهته، أكد أخصائي أمراض الرئة، الدكتور سانديب بارجي، أن فصل الصيف يشهد فرص حدوث عواصف رملية شديدة، ما يسهّل وصول جزيئات الرمل الناعمة جداً إلى الرئتين، والتي يمكن أن تحفز ردود فعل الجهاز التنفسي.
وأضاف أن أبرز الأعراض الشائعة صعوبة التنفس والسعال والصفير، داعياً إلى تجنب الخروج في الطقس الحار والمغبر، إلا إذا لزم الأمر، وفي هذه الحال يفضّل ارتداء قناع للحماية من الغبار، كما يجب على مرضى الربو والانسداد الرئوي المزمن إبقاء أجهزة الاستنشاق في متناول اليد طوال الوقت.