أشادت منظمة “غرينبيس” الخميس بعملية “محفوفة بالمخاطر” تقودها الأمم المتحدة لنقل النفط من ناقلة يمنية مهترئة، لكنّها حذّرت من أن خطر وقوع كارثة بيئية لا يمكن تفاديه حتى يتم إزالة الخام بالكامل.
وترسو “صافر” التي صُنعت قبل 47 عامًا وتُستخدم كمنصّة تخزين عائمة، على بعد نحو خمسين كيلومترًا من ميناء الحُديدة الاستراتيجي (غرب) الذي يُعد بوابة رئيسية للشحنات الآتية إلى البلد. ولم تخضع لأي صيانة منذ 2015 بسبب الحرب في اليمن.
وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة غرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا غوى نكت لوكالة فرانس برس “نحن سعداء باقتراب السفينة نوتيكا من صافر لان هذا تتويج لجهد سنين (…) لإنقاذ البحر الاحمر من خطر من قنبلة موقوتة كان يمكن أن تتسبب بانفجار أو تسرب للنفط”.
وكانت الأمم المتحدة سلّمت الاثنين السفينة “نوتيكا” تمهيدًا لمباشرة سحب الحمولة. وجرت مراسم التسليم على متن “نوتيكا” التي وصلت الأحد إلى قبالة السواحل اليمنية وستُعاد تسميتها “اليمن”.
وحذّرت نكت من أنّ عملية نقل النفط “محفوفة بالخاطر” لكن هذه المخاطر “تبقى أقل مما إذا تركت صافر من دون نقل النفط”، مضيفة “المخاطر كبيرة للغاية، فقد يحدث انفجار أثناء الضخ بسبب اختلاف الضغط الذي قد يؤدي إلى تسرب هائل في البحر الأحمر”.
دأبت الأمم المتحدة منذ سنوات على جمع الأموال بشكل يائس لدفع تكاليف العملية، حتى أنها نظمت حملة تمويل جماعي.
وقالت “غرينبيس” في بيان الخميس “كان خطر تسرب النفط أو الانفجار يشكّل سيفاً معلقاً فوق رؤوس الملايين من الناس الذين يعيشون في المنطقة. يمكن أن تلحق كارثة من هذا القبيل أضراراً لا يمكن إصلاحها بالنظم البيئية للبحر الأحمر ومصادر رزق المجتمعات الساحلية”.
وتابعت “لا يمكن تجّنب الخطر حتى يتم إزالة النفط بالكامل وبشكلٍ آمن”.
ويتنازع طرفا النزاع اليمني ملكية النفط. فسبق أن أعلن الحوثيون أنهم يعتزمون بيع النفط وتحويل العائدات لتسديد رواتب موظّفين يعملون في إدارات تخضع لسلطتهم. في المقابل دعت الحكومة اليمنية إلى إنفاق أي مبلغ يتأتّى من بيع هذا النفط على مشاريع صحيّة وإنسانية.
بالنسبة لنكت، فإنّ الخطوة التالية يجب أن تركّز على “إعادة تدوير” صافر لضمان عدم وجود تسريبات، داعية شركات النفط لتمويل هذه العملية.
وقالت أيضا “أملنا ان تتم عملية الإنقاذ بسلامة وسرعة وأن تجري في المرحلة المقبلة إعادة تدوير سليمة لصافر لانه ستكون هناك تسربات وآثار من النفط الذي كان موجودا”، مضيفة “هذه عملية بحاجة لتمويل ونحن نحمل المسؤولية لشركات النفط التي استخدمت صافر سنوات طويلة”.