من داخل مدينة مأرب ، اشهرت جماعة الاخوان في اليمن اليوم السبت كيان جديد لعناصرها في محاولة منها للعودة الى التأثير في المشهد السياسي في اليمن ، بعد عام من تشكيل مجلس القيادة الرئاسي.
الكيان الذي حمل اسم “المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية” ، تم تنصيب القيادي الإخواني المقيم في تركيا / حمود سعيد المخلافي ، وقال بيان الاشهار بانه هدفه “استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي والحفاظ على سيادة الوطن ووحدته واستقراره وسلامة أراضيه”.
وضم الكيان الجديد في هيئاته العليا والاستشارية عناصر ينتمون لجماعة الإخوان وأخرى موالية لها ، وغالبيتها تقيم في الخارج ، وهو ما يثير السخرية من كون الكيان يحمل اسم “المقاومة الشعبية”.
مقاومة شعبية من المنافي ، ليست الأمر الوحيد اللافت في هذا الكيان ، بل في حقيقته ككيان تابع لجماعة الإخوان والتي تعد السبب الرئيسي في ضرب مشروع المقاومة ضد الانقلاب الحوثي منذ العام الأول للحرب ، وتحويله الى مشروع للمتاجرة والاثراء والاستحواذ على المناصب القيادية في الشرعية.
ولعل رئيس هذا الكيان “المخلافي” والدور الذي لعبه في تعز كقائد لمقاومتها كما تم الترويج له منذ البداية من قبل جماعة الإخوان، أوضح مثال على ذلك ، وكيف كان مجلس المقاومة الذي ترأسه ، أداة إخوانية لابتزاز التحالف وضرب تأسيس جيش وطني حقيقي في تعز يقود المواجهة ضد الانقلاب الحوثي.
وبمجرد نجاح ذلك وضمان جماعة الإخوان سيطرتها على قيادة الجيش في تعز وحرف مسار المعركة في تعز ، توارى الرجل فجأة من المشهد ليظهر في تركيا وقد خلع عنه لباس الحرب وارتدى بدلة رسمية تعبر عن وضعه الجديد كمستثمر هناك.
تجربة المخلافي في المقاومة لا تختلف كثيراً عن تجارب زملاءه في هذا الكيان الإخواني الجديد ، بل ان بعضها تفوقه من حيث الفداحة والخسارة التي الحقتها بمعركة اليمنيين ضد جماعة الحوثي ، كتجربة عضو اللجنة الاستشارية العليا لهذا الكيان وهو امين العكيمي محافظ الجوف السابق.
فالرجل يعد السبب الرئيسي الأول في جريمة سقوط محافظة الجوف بالكامل بيد جماعة الحوثي في مارس من عام 2020م ، بعد ان احتكر قيادة المحافظة والمعركة العسكرية الى جانب قيادات إخوانية أخرى ، أدت في المحصلة الى مشهد السقوط الفادح وبدون أي مقاومة.
قائمة طويلة لقيادات إخوانية ضمها بيان الاشهار منها عبدالحميد عامر مسؤول التجمع اليمني للإصلاح في الجوف، ومحمد أحمد ورق من قيادات الإصلاح بالحديدة وعضو مجلس نواب ورمزي محروس محافظ سقطرى السابق ..الخ ، أسماء لها بصمات واضحة بتفتيت عضد الشرعية خلال سنوات نضال الشعب في استعادة دولته.
تجارب حافلة بالفشل والهزيمة والمتاجرة والعبث لرموز هذا الكيان والذي تحاول الجماعة اليوم من خلاله العودة الى المشهد ، بعد ان فقدت الكثير من قوة التأثير فيه عقب سقوط سلطة الرئيس هادي ونائبه علي محسن الأحمر العام الماضي.
هذا السلطة التي كان للجماعة التأثير الأكبر عليها ، تسببت بأدائها العبثي وبفسادها في هزيمة اليمنيين بمعركتهم الوطنية ضد مليشيات الحوثي الإرهابية وضربت بالصميم محاولات استعادة مؤسسات الدولة وانتجت المشهد الكارثي الذي تعيشه اليوم المناطق المحررة.