اثبت شعب الجنوب بمدى قدرته على الصمود في مختلف المراحل والمنعطفات ومجابهته لجميع التحديات والظروف التي تواجهه من قبل أعداء الجنوب في جميع النواحي الحياتية، ليؤكد بصموده وكبرياءه هذا أنه مثلما خرج من رحم المعاناة وشق طريقه بنفسه أيضاً سيقدر على كسر الروتين السياسي الخارجي وفرض أمر الواقع ومواصلة رسم مستقبله وبناء دولته الفيدرالية الحديثة ولذا فلا غرابة أن يصمد المجلس الانتقالي أمام كل المؤامرات والتحديات فهو جزء أصيل من شعب الجنوب الأبي .
فمنذُ عقود من الزمن والشعب الجنوبي صامدٌ في أرضه، متمسكًا بقضيته، مُتجهاً بنفسه نحو سبيل الحرية والانعتاق والتحرر، شعب خرج بثورة ورياح الحرية تدفعه وتثور به نحو قيد الظالمين والظلام وطريق دربه تنيره قوافل من الشهداء والجرحى، تحدى الصعاب وقهر جبروت نظام صنعاء اليمني وتحمل ظلمهم وجبروتهم وأساليبهم القمعية وأعمالهم العنصرية المقيتة وكل ذلك لأجل يبقى عزيزاً كريماً ولتبقى أرضه الجنوبية شامخةً بهيةً عتيةً…ترفض الإنحناء وتهوى الكبرياء.
فعلى الرغم من الحروب العبثية والمؤامرات والدسائس الداخلية والخارجية التي تحاك ضد الشعب الجنوبي من كل حدب وصوب، إلا أنهم رغم ذلك لم يستسلموا ولم يتراجعوا عن مسار قضيتهم ولن بتخلوا عن حاملها السياسي المجلس “الانتقالي” رغم حجم التحريضات وضخ الأموال لغرض تقزيمه ،وقد أثبت شعبنا مدى وعيه واللتفافه الوطني خلف قيادته السياسية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي، ليؤكد لهم أن الانتقالي يمثل شعب من المهره شرقا حتى باب المندب غربا…
ومن هنا فقد عجزوا أعداء الجنوب وحلفاءهم عن تحقيق أي مكسب سياسي أو عسكري في أراضي الجنوب…وقد رأوا أن الوسيلة الوحيدة لاختراق حصون القوات الجنوبية ونسف تحركات القيادة السياسية ، هي عبر استخدام وسائل (التجويع والإذلال) باعتبارها من الوسائل الوحيدة لاخضاع الشعب الجنوبي عن قضيته وكذا لتحقيق مآربهم البائسه في أراضي الجنوب بكل سهولة…وقد مارسوا ما مارسوه بحق الشعب الجنوبي من حرب عبثية في جميع المجالات الخدمية والمعيشية، ومع ذلك لم يحصدوا لأنفسهم غير الهزيمة والخزي والعار بعد أن تفاجأوا بقوة وصلابة الإرادة الجنوبية التي تحطمت على صخرتها العتية جميع المؤامرات والدسائس الدنيئة..
اليوم نستطيع القول أن الجنوب عصي على الانكسار بصلابة تضاريسه وبقوة أبناءه الاشداء الذين رسموا بنضالهم الوطني أروع صور التضحية والصبر والصمود… وما تجاوزهم لأعتى العقبات والصعاب المظلمة إلا خير شاهد على مدى قوة إيمانهم بقضيتهم الوطنية التي أصبحت اليوم محور إهتمام دول العالم والإقليم والمنطقة وبفضل قيادتها السياسية ومشروعها السياسي المتمثل بالمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسعى جاهداً إلى تحقيق أهدافها وتطلعات شعبها الجنوبي العظيم والعودة بالدولة الجنوبية الحديثة.
خلاصة الموضوع الذي نريد من خلاله اطمئنان الشعب الجنوبي، أن هذه الأعمال العبثية التي نشاهدها اليوم بحقه من قبل أعداء الجنوب في استهداف جميع سبل الحياة، ماهي إلا سحابة عابرة لا تدوم كثيرا، لأن ما واجهه خلال مراحل النضال السلمي الجنوبي من قبل جبروت نظام صنعاء الشمالي أسوء بكثير من هذه الأعمال التي نشاهدها اليوم، ولهذا فإن على شعبنا الجنوبي الأغر أن يعلم علم اليقين أنه مثلما أنتصر في احلك الظروف والمحن وتغلب على جبروت نظام صنعاء (الديكتاتوري) وانتصر للثورة هو أعزل مجرد السلاح أيضا سيتغلب على هذه المؤامرات والمساعي الدنيئة وهو بعز قوته، سيما وأن جنوب اليوم غير جنوب الامس فجنوب اليوم قوي بوحدته، عصيا بقواته الباسلة، متقدما بحكمة قيادته السياسية التي تمضي بالسفينة الجنوبية نحو شاطئ الأمان