تضاربت روايات ميليشيا الحوثي حول أسباب وفاة قائد القوات الجوية التابع لها أحمد الحمزي، والذي نعته الميليشيا في وقت سابق يوم أمس الأحد. وقالت ما تسمى بوزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان التابعة للميليشيا في بيان نعي إن الحمزي، توفي “بعد معاناة مع المرض”، دون تفاصيل عن طبيعة المرض الذي أصابه. وفي وقت لاحق نشرت وكالة سبأ التابعة للميليشيا، تعزية من رئيس مجلس الحكم التابع لها مهدي المشاط، “في استشهاد المجاهد اللواء أحمد علي الحمزي” والذي قال إنه قضى “نتيجة إصابة سابقة”، لم يحدد زمنها ومكانها. كما نشرت الوكالة ذاتها تعزية لعضو “المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، برقية عزاء ومواساة في استشهاد المجاهد اللواء أحمد علي الحمزي قائد القوات الجوية والدفاع الجوي، نتيجة إصابة سابقة، بعد حياة حافلة بالعطاء في خدمة الوطن بالقوات المسلحة”. وكان إعلان وفاة الحمزي أثار تكهنات على مواقع التواصل الاجتماعي، حول أسباب الوفاة، لاسيما وانه لم يسبق أن أعلن عن مرضه، كما أنه ثاني قيادي في القوات الجوية يعلن عن وفاته بظروف غامضة، بعد أركان القوات الجوية السابق إبراهيم الشامي والذي أعلن عن وفاته بظروف مشابهة في العام 2019. ورجح مصدر عسكري في الجيش اليمني تحدث لـ”المصدر أونلاين” أن يكون الحمزي قتل إلى جانب قيادات أخرى في الميليشيا في عملية إطلاق فاشلة لطائرة مسيرة بمنطقة الجوبة جنوبي محافظة مارب، قبل أيام. وأوضح المصدر أن مجموعة من القيادات الحوثية تجمعت لتشهد عملية إطلاق الطائرة، وأن الطائرة صعدت إلى أعلى قبل أن تعود فتنفجر في مكان الإطلاق، نقلت عناصر الميليشيا جثث لضحايا سقطوا في الواقعة، وسط حراسة مشددة. والحمزي إحدى الشخصيات القيادية المقربة من رأس هرم قيادة الجماعة، ينحدر من محافظة صعدة معقل زعيم الميليشيا، ومفروض عليه عقوبات من مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة والسعودية. وتقدّم الميليشيا الحمزي باعتباره المشرف على القوات الجوية والدفاع الجوي، وقالت وكالة الأنباء التابعة للجماعة إن الأخير “أسهم في الارتقاء بالقوات الجوية والدفاع الجوي وتطوير قدراتها وترك بصمات خالدة ستتذكرها الأجيال بكل فخر واعتزاز”.
ويعد الحمزي المشمول بقائمة العقوبات الأممية والأميركية، من أبرز القيادات العسكرية في جماعة الحوثي، أدرجته لجنة العقوبات بمجلس الأمن الدولي، في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، على لائحة العقوبات، واتهمته “بالقيام بأعمال تهدِّد السلم والأمن والاستقرار في اليمن، بما فيها انتهاكات حظر توريد الأسلحة المحدَّد الأهداف، ويقدِّم الدعم لتلك الأعمال”. ووفق مجلس الأمن “فإن الحمزي مسؤول عن تدبير هجمات لقوات الحوثيين طاولت المدنيين اليمنيين وبلداناً مجاورة وسفناً تجارية في المياه الدولية”. وسبق عقوبات مجلس الأمن، إعلان وزارة الخزانة الأميركية، في مارس/ آذار 2021، عن فرض عقوبات على الحمزي، بعد تنفيذ هجمات صاروخية استهدفت المملكة العربية السعودية. وقالت الخارجية الأميركية “إن الحمزي تلقى تدريبات في إيران، ويشرف على برنامج الطائرات المسيّرة والأسلحة الإيرانية الصنع؛ لاستخدامها في حرب اليمن، كما أنه متورط في أعمال تعيق العملية السياسية في اليمن أو تهدد السلام أو الأمن أو الاستقرار في البلاد”. وخلال السنوات الماضية نفذت جماعة الحوثي هجمات جوية بالطائرات المُسيرة استهدفت مواقع حيوية في السعودية والإمارات، واستطاعت منع تصدير النفط الخام اليمني من مناطق الحكومة الشرعية بعد تنفيذ هجمات بالطائرات المُسيرة أواخر العام الماضي 2022. وتشهد الحرب اليمنية حالة من التهدئة، منذ إعلان الهدنة في إبريل/نيسان 2022، حيث توقفت الهجمات الجوية على الحوثيين من قبل التحالف الذي تقوده السعودية كلياً، في الوقت الذي تشهد فيه الجبهات الداخلية مواجهات متقطعة ما بين الحين والآخر، دون أن يتطور ذلك إلى تصعيد كبير.