فرضت شركات حاويات الشحن هاباج لويدأيه جي وشركة CMA CGM رسوما إضافية على سفن الشحن تتراوح بين 300 دولار و500 دولار لكل حاوية نمطية تعبر قناة بنما بسبب الجفاف، مما قد يجعل قناة السويس خيارا أفضل بحسب تقديرات حديثة، بسبب الجفاف غير المسبوق الذي يضرب بحيرة في مسار قناة بنما، وهو الأمر الذي يمكن أن يساهم بمكاسب لقناة السويس ضمن الحلول البارزة أمام شركات الشحن البحري.
و”من المرجح أن تؤثر هذه التغيرات المناخية سلباً في حركة التجارة البحرية العالمية المنقولة عبر قناة بنما نتيجة لارتفاع تكاليف شحن البضائع وزيادة الرسوم وتأخير السلع المنقولة عبر القناة، وهو ما قد يؤدي إلى تحول ملاك ومشغلي السفن نحو طرق بديلة وفي مقدمتها قناة السويس” بحسب تقديرات مركز للدراسات المستقبلية.
وبدءاً من 24 مايو 2023، سينخفض طول الجزء الغاطس من سفن “Neopanamax” من 45 قدماً إلى 44.5 قدم (13.56 متر)، وسينخفض حد الغاطس أيضاً إلى 44 قدماً في 30 مايو 2023، كما سينخفض مرة أخرى في منتصف شهر يوليو المقبل وحتى نهايته ليصل إلى 43.5 قدم. ويُعد الطول الطبيعي للجزء الغاطس من السفينة 50 قدماً. وفي حين يبدو هذا وكأنه تغيير طفيف، فإنه قد يستتبعه تقليص حمولة بعض سفن الحاويات بنسبة 40%.
ويلفت تقرير لمركز الدراسات المستقبلية أن أحد الطرق البديلة هي قناة السويس:” يمكن للبضائع القادمة من آسيا إلى الولايات المتحدة، أن تسلك طرقاً بديلة عبر قناة السويس، أو يمكنها استخدام الموانئ في جنوب كاليفورنيا، والتي قد تتضمن تحميل الحاويات على شاحنات أو قطارات متجهة إلى المراكز السكانية في الغرب الأوسط والساحل الشرقي.”
ويختم التقرير بأن فرض رسوم إضافية على استهلاك المياه العذبة في قناة بنما سيؤدي إلى ارتفاع تكلفة طريق قناة بنما، وتحول العديد من ملاك ومشغلي السفن لاختيار طريق قناة السويس، بالرغم من أنه الأبعد نسبياً في المسافة، خاصة في ظل تنافسية رسوم قناة السويس وتطبيقها لسياسات تسعيرية مرنة.
ووصلت قناة بنما إلى أقصى طاقتها الاستيعابية لأعداد السفن العابرة والتي تبلغ 37 سفينة يومياً، ما يؤدى إلى انتظار السفن لأيام لعبور القناة. بينما تبلغ الطاقة الاستيعابية لأعداد السفن العابرة في قناة السويس حوالي 97 سفينة ويبلغ متوسط العبور اليومي حالياً نحو 70 سفينة، مما سيؤدي إلى استفادة قناة السويس من استمرار التغيرات المناخية في قناة بنما وتوقع تزايد إيراداتها لتصل إلى 8.8 مليار دولار بنهاية عام 2023 بمعدل زيادة 10% عن عام 2022.
وأعلنت قناة بنما أنها ستوسع القيود المفروضة على أقصى عمق للسفن، وإنها قصرت عبورها على 32 سفينة فقط في اليوم بسبب الجفاف الطويل. وستحافظ هيئة قناة بنما على عمق 44 قدماً، أو 13.41 متر، لسفن الحاويات “باناماكس” الجديدة. وفي يونيو، أجلت الهيئة فرض المزيد من القيود التي كان من شأنها أن ترفع حدود العمق بمقدار نصف قدم، مما يعني أن السفن سيتعين عليها تخفيف حمولاتها لتطفو على ارتفاع أعلى. وأضافت الهيئة أنه خلال موسم الأمطار في بنما، تعبر القناة عادة ما بين 35 و36 سفينة يومياً. وتستهلك عملية العبور الواحدة نحو 51 مليون جالون من الماء. يمر نحو 3.5 بالمئة من التجارة البحرية في العالم عبر ذلك الممر المائي الذي يبلغ طوله 80 كيلومتراً ويربط بين المحيطين الأطلسي والهادي. وقالت هيئة القناة في بيان إن حد العمق سيبقى عند المستوى الحالي ما دامت الظروف الجوية لا تتغير بشكل كبير. وأضافت الهيئة “شهدت القناة في الأشهر الستة الماضية، وفي إطار ظاهرة عالمية، موسم جفاف ممتداً ومستويات عالية من التبخر، مع احتمال كبير للتعرض لظاهرة إل نينيو قبل نهاية هذا العام”. وتشهد بنما عادة أمطاراً غزيرة في يوليو، ووصفت هيئة قناة بنما النقص الحالي في هطول الأمطار بأنه “غير مسبوق تاريخياً”.