بداية نشاط جماعة الإخوان في الكويت عند تأسيسها وكيف ساعدت أخطر عناصر الجماعة الموفدين من مصر ودول أخرى في التأسيس.. كانت جماعة “الإخوان المسلمين” في الكويت عند تأسيسها، تقوم بإرسال عناصرها إلى سورية ومصر والأردن، للتدريب والتدرب، إذ يتلقون دورات في العمل التنظيمي والتثقيفي والتدريب العسكري من خلال معسكرات فروع جماعة الإخوان المسلمين في تلك الدول (1). وفي أوقات متفرقة أرسل مكتب الإرشاد، الذي يعتبر أعلى هيئة قيادية في السلم التنظيمي لجماعة الإخوان المسلمين ومقره مصر، اثنين من عناصره القيادية لتنظيم العمل الحزبي للإخوان في الكويت” ويعتبر الاخواني “الفضيل الورتلاني” عضو مكتب الإرشاد في مصر الذي أدى دوراً كبيراً في تنظيم عمل الإخوان في اليمن عام 1947، و”نجيب جويفل” وهو عضو قيادي في تنظيم الإخوان في مصر، إذ كان لهما نشاط كبير في الكويت آنذاك حيث عمل الاثنان من خلال لجان جمعية الإرشاد الإسلامي مثل لجنة الدعوة برئاسة يوسف السيد هاشم الرفاعي وزير الدولة الأسبق، وخالد العيسى وزير الكهرباء الأسبق، على نشر فكر الإخوان المسلمين من خلال قيام الفضيل الورتلاني مع العديد من عناصر الإخوان الذين يسافرون إلى الكويت مثل أبو الحسن الندوي بإلقاء المحاضرات الأسبوعية”. ولجماعة الإخوان نشاط اعلامي كبير من خلال مجلة الإرشاد التي صدرت في بداية الخمسينيات في نشر أيديولوجية الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى مجلة”الإرشاد” وهي مجلة شهرية صدر العدد الأول منها في عام 1952، وتعتبر لسان حال جماعة الإخوان المسلمين في الكويت في تلك الفترة، وكان يرأس تحريرها مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في الكويت عبدالعزيز العلي المطوع المراقب العام لجمعية الإرشاد الإسلامي، وبعد ذلك تولى تحريرها المراقب العام الجديد للجمعية عبدالرزاق الصالح، وتولى عدد من قياديي الإخوان الكتابة في مجلة الإرشاد أمثال أبو علي المودودي أمير الجماعة الإسلامية بباكستان وأبو الحسن الندوي، محمد يوسف النجار، شاكر النتشة من فلسطين ومصطفى السباعي المراقب العام في تلك الفترة لجماعة الإخوان المسلمين في سورية وغيرهم (2). ومن الذين عملوا على تدريب وتدريس الجماعات الإسلامية في الكويت، د.سامي ناصر الخالدي، الذي يضيف إلى الورتلاني وجويفل شخصيات أخرى معروفة في النشاط الديني والإخواني، مثل أحمد الشرباصي وأبو الحسن الندوي، ويقول إنهم جميعا ساهموا في ترسيخ فكر البنا ونهجه عبر القنوات الحزبية التي بنيت على المنوال المصري، وباتباع أسلوب التنظيم الهرمي والتركيز على بناء القاعدة، وكان نشاط جمعية الإرشاد التي كان مقرها في قلب العاصمة يعتمد الى جانب من ذكرت أسماؤهم على الداعية “زهدي أبو العز والشيخ عبدالعزيز السيسي”، ممن هربوا من مصر إثر ملاحقة السلطات لهم ومنعها نشاط الإخوان، ويضيف الخالدي كان هؤلاء وغيرهم من الدعاة المصريين يدرسون الإسلام حسب نهج وفكر حسن البنا مع بث روح المصادمة مع الحكومات” (3). كان الإخواني محمد نجيب جويفل، المتوفى عام 1987، ضيف إخوان الكويت لدى التأسيس ما بين 1948 و1952 وربما بعد ذلك شخصية غامضة حزبيا وولاء وارتباطا، وممن لا تزال تتضارب فيه الأقوال، ولم تكن له على وجه الخصوص سمات روحانية دينية بارزة، وكانت له إلى جانب علاقته بالإخوان ارتباطات قوية نافذة بالرئيس عبدالناصر، كما كانت له مؤهلات قيادية وشمائل زعامية تفتح له أبواب القلوب والقصور وقيادات بعض الأحزاب والجماعات، وينقاد لخطبه البليغة الرنانة شيب المسلمين وشبانهم. وجرى استضافته من قبل إخوان الكويت المسلمون لتوسيع مدارك وارتباط الجماعة الجديدة الناشئة ببقية الإخوان، والتعرف بشكل مباشر على البيئة العربية التي تتحرك فيها الجماعة وتنشط. وتوصف شخصية “جويفل”.. واسمه الكامل محمد نجيب جويفل بأنه شخصية مثيرة للجدل كانت في يوم من الأيام وسط الإخوان بل كان أحد المجاهدين الذين بذلوا الكثير وجاهدوا في أرض فلسطين. وقد اختلفت الآراء حوله خاصة أنه متهم من قبل الإخوان السوريين بقيادة محاولة انشقاقية في تنظيم الجماعة في الخمسينيات ضد الدكتور مصطفى السباعي 1915-1964″. (مرشد إخوان سورية)، حيث كان الانشقاق “بتكليف من المخابرات المصرية، وكان جهد المنشقين تشكيل تنظيم مسلح، وقد رفض الدكتور السباعي ومعه التنظيم كله هذه الفكرة، حتى استطاع استئصالها وفصل أنصارها وعلى رأسها جويفل نفسه”(4).
المصادر.. 1- كتاب جماعة الإخوان المسلمين في الكويت – د.فلاح عبدالله المديرس – الكويت 1994، صفحة (17-18). 2- نفس المصدر السابق 3- كتاب الأحزاب الإسلامية في الكويت: الشيعة، الإخوان، السلف – د. سامي ناصر الخالدي – الكويت 1999، صفحة (164-165). 4- موسوعة الإخوان المسلمين الإلكترونية