جولة جديدة من إضاعة الوقت سيكون المجتمع الدولي مقبلا عليها إذا ما انغمس في إطار الحديث عن هدنة جديدة دون أن تشمل الأوضاع في الجنوب.
فعلى مدار الفترات الماضية ، لا يتوقف التصعيد ضد الجنوب بوتيرة يمكن القول إنها يومية، في حين يلتزم الجنوب بالرد على هذه الاعتداءات انطلاقا من حقه الأصيل في الدفاع عن نفسه.
التصعيد اليومي ضد الجنوب لم يستدعِ موقفا دوليا حازما، على الأقل حتى الآن، وذلك على الرغم من المواقف المعلنة من الأطراف المعنية أو المهتمة بالأزمة بحرصها على التوصل إلى هدنة شاملة.
أحدث هذه المواقف الدولية صدرت عن المبعوث الأميركي تيموثي ليندر كينج الذي قال إن بلاده تعمل على التوصل إلى اتفاق هدنة جديد يكون أكثر شمولاً.
المبعوث الأمريكي تحدث عن أن هناك محادثات جارية بشأن اتفاق هدنة جديد، وقال إن واشنطن تشجع الأطراف على تكثيف مشاركتها مع مبعوث الأمم المتحدة هانس جروندبرج للتوصل إلى حوار جديد أكثر شمولية.
وعلى الرغم من التصعيد الحادث ضد الجنوب ، رأى المبعوث الأمريكي أن الأشهر الماضية شهدت خلق بيئة ملائمة بشكل أكبر لجهود السلام.
مثل هذه المواقف الدولية يمكن القول إن تعبر عن حالة من ضبابية المشهد من قبل المجتمع الدولي في تعامله مع الأزمة الراهنة، فتجاهل الأوضاع في الجنوب أمر يثير الكثير من الريبة بشأن مدى جدية المجتمع الدولي في التعامل مع الأزمة الراهنة.
الخطير في الأزمة الحالية أن الجنوب يخوض حربا ضد تكالب من قوى الإرهاب وتحديدا المليشيات الحوثية وتنظيم القاعدة بالتنسيق مع المليشيات الإخوانية.
ويحمل هذا التكالب تهديدات واضحة وصريحة ولا يمكن تجاهلها إزاء الوضع في الجنوب، ويمتد هذا التهديد ليشمل أمن المنطقة بشكل كامل.