مناورة جديدة يقودها الإخوان للالتفاف على القوى الوطنية الفاعلة شمال وجنوب اليمن، عبر رفع يافطة توسيع الشراكة، وبناء تحالف سياسي عريض.
المسعى في عنوان العريض محمود، لكن في باطنه فخ إخواني شنيع؛ إذ حذر ناشطون وسياسيون يمنيون من اختطاف التنظيم مجددا للعمل السياسي في البلاد، وتحويله إلى مجرد واجهة لاختطاف المواقف والآراء، وذلك بعد أن حد تشكيل المجلس الرئاسي، في 7 أبريل / نيسان 2022، من نفوذهم.
الناشطون أشاروا إلى أن دعوة إخوان اليمن، وذراعهم السياسية حزب الإصلاح لتشييد تحالف سياسي عريض، ما هو إلا محاولة تستهدف إنقاذ التنظيم من السقوط وإعادته إلى واجهة المشهد، بعد تراجع نفوذه لاسيما في جنوب البلاد.
وكان زعيم حزب الإصلاح الإخواني محمد اليدومي أطلق في الذكرى الـ 33 لتأسيس حزبه قبل أيام دعوة للقوى اليمنية لتشكيل تحالف سياسي عريض يشمل “المكتب السياسي للمقاومة الوطنية” و”المجلس الانتقالي” للمرة الأولى.
وزعم اليدومي في خطابه الذي احتفت به آلة الإخوان الإعلامية أن “المرحلة الحالية تتطلب البناء على تجربة تحالف الأحزاب لتوسيع قاعدة الشراكة عبر تحالف سياسي عريض يشمل المجلس الانتقالي والمكتب السياسي للمقاومة الوطنية وكافة المكونات والقوى المنضوية في الشرعية”.
ويسعى إخوان اليمن من خلال الدعوة لتحالف سياسي عريض إلى “توفير غطاء سياسي” جديد يعيد هيمنتهم على السلطات والمؤسسات العسكرية والأمنية في المناطق المحررة؛ حسب ناشطين سياسيين وخبراء محليين.
وطيلة السنوات الماضية خلال هيمنتهم على الشرعية، خنق الإخوان العمل السياسي للأحزاب عبر اختطاف القرار السياسي والاستحواذ على المناصب والدعم المالي، كما عملوا في إيقاف الدعم المالي المخصص من الدولة لتمويل النشاط التنظيمي للأحزاب المنافسة للتنظيم سياسيا في مناطق حكومة اليمن المعترف بها.
وجه الإقصاء لا تنفعه المساحيق
اعتبر سياسيون مبادرة حزب الإصلاح الإخواني بتأسيس تحالف سياسي عريض “مجرد تكتيك سياسي ومحاولة متأخرة تستهدف تلميع وجه الإخوان الإقصائي الذي ظل لسنوات يختطف قرار الشرعية بعيدا عن القوى السياسية”.
وقال قيادي سياسي كبير، فضل عدم ذكر اسمه، لـ”العين الإخبارية”، أن دعوة الإخوان دلالة على وهن هذا التنظيم بعد نزع الكثير من مخالبهم من الدولة، سيما بعد الإطاحة برجل المخابرات الأول للتنظيم علي محسن الأحمر من منصب نائب الرئيس السابق مع ولادة المجلس الرئاسي الذي يجسد بالفعل جبهة عريضة سياسية، لقيادة البلد.
وأوضح أن دعوة الإخوان تستهدف الالتفاف على القوى الفاعلة التي يمثلها المجلس الرئاسي من أجل إعادة الهيمنة؛ وهي مبادرة متأخرة بعد أن وجد التنظيم الإرهابي نفسه محشورا في محافظتين تتمثل بمأرب وتعز.
وأضاف “بتصرف الإخوان وجشعهم وحالة الهلع الذي كانوا يمارسونها طيلة السنوات الماضية عزلوا أنفسهم عن كل المكونات والمجتمع اليمني، فضلا عن تكشف ممارساتهم للشعب، ما زاد من نسبة السخط الشعبي ضدهم شمالا وجنوبا”.
واختتم حديثه متسائلا: “كيف لمن أقصى كل الشركاء والأحزاب من الدولة طيلة 8 أعوام مضت أن يكون صادقا اليوم في دعوته المغلفة بالكثير من التناقضات والعبث والفساد، والذي لم يشمل العمل السياسي فقط، وإنما امتد لمجالات أخرى، أخطرها العسكري، بعد أن شيد الإخوان جيشا وهميا مفخخا بالجنود الأشباح، واغتالوا معركة اليمنيين”.
فخ إخواني مزخرف بالسياسة
يتعامل الإخوان مع العمل السياسي على أنه حرب و”الحرب دائما خدعة” كما يقال ويكرس ذلك الإخوان في أديباتهم وسلوكهم.
ووفقا للسياسي اليمني أحمد المعبقي فإن دعوة زعيم الإخوان محمد اليدومي في الذكرى الـ33 لتأسيس حزب الإصلاح تعد مناورة تكتيكية لا أقل ولا أكثر.
وكتب المعبقي وهو عضو بارز في الحزب الاشتراكي اليمني على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إنه في “اللحظة الذي يرفض فيها اليدومي إغلاق سجونه بتعز، وإطلاق سراح المخفيين والمحتجزين تعسفاً، يطل في الذكرى 33 لتأسيس حزبه بالدعوة لتحالف سياسي عريض؛ وهي مناورة تكتيكية فاجأت الوسط السياسي”.
وأشار إلى أن المناورة السياسية الذي أطلقها الإخوان تعزز مقولة أن ” الحرب خدعة”، إشارة إلى أن التحالف الذي يريده الإخوان هو تحالف شكلي ونفعي ووظيفي لإعادتهم إلى المشهد السياسي.
وأكد أنها “مناورة لأنها لا تحمل في طياتها أي بوادر وضمانات حقيقية تعزز الشراكة التوافقية وتحد من استفراد اليدومي وحزبه الإخواني من السلطة، والثروة، ومفاصل مؤسسات الدولة”، كما حدث طيلة السنوات الماضية