الحديث اليوم عن حل الدولتين في فلسطين في ظل هذه الظروف التي تمر بها المنطقة بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص،وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب ابادة، لم يعد له اي معنى،فقد قدم الملك عبدالله بن عبدالعزيز:(مبادرة الملك عبدالله للسلام ) والتي قدمها الى القمة العربية التي انعقدت في بيروت في 27مارس 2002م والتي تم تبنيها والموافقة عليها من قبل ،،الزعماء،، العرب تحت مسمى (المبادرة العربية للسلام) والتي نصت اهم بنودها على الاعتراف العربي بدولة اسرائيل والتطبيع الكامل معها،مقابل انسحاب اسرائيلي كامل من الاراضي العربية التي احتلتها اسرائيل في يونيو1967م ،وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين حلاً عادلاً دون الاشارة لقرار مجلس الامن رقم (194) الخاص بعودة اللاجئين الفلسطينيين ،لكن اسرائيل رفضتها بالمطلق ولم تعرها اي اهتمام ،بل وسعت بكل امكانياتها على تكثيف الاستيطان وبناء المزيد من المستوطنات في كل انحاء الضفة الغربية،لاسقاط المبادرة العربية والقضاء عليها وعلى حل الدولتين،وبالتالي فان الحديث عن حل الدولتين اصبح مجرد سراب وكذبة كبرى على العرب والرأي العام العربي،لاستحالة تنفيذ هذا الحل،لعدم وجود ارض تقام عليها الدولة الفلسطينية ،فقد ابتلع الاستيطان معظم اراضي الضفة الغربية وقطع اوصالها الى كنتونات عديدة لاحصر لها،يجعل من المستحيل ايصالها ببعضها،وبالتالي من
المستحيل قيام دولة فلسطينية مستقلة،واصبح الحديث عن ذلك مجرد وهم وسراب ،بل وكذبة كبرى يستحيل تحقيقها.
وهذا مااكده مستشار الامن القومي الامريكي الاسبق جون بولتون في حديث ادلى به لقناة سكاي نيوز العربية مساء 18أكتوبر الحالي،حيث قال: ( ان حل الدولتين قد فشل وسوف يتم تنفيذ الحل الاخر وهو خروج الفلسطنيين من غزة ومن ارض ،،اسرائيل،، وتوطينهم في دول عربية اخرى ،لتعيش اسرائيل في سلام ،وان امريكا قد جاءت بإساطيلها الى المنطقة ليس للنزهة ،بل للدخول في الحرب،وعلى العالم ان يفهم ذلك،واي دولة تخالف تنفيذ ذلك ستواجه برد امريكي ليس له مثيل،وهذا ماكان يعد له الاسرائيليين والامريكيين قبل هجوم حماس على اسرائيل يوم : 07أكتوبر الحالي،ويجب على الادارة الامريكية ان تكون صريحة وتنشر خطتها بوضوح ليعرف الجميع ذلك.).
وعلى هذا الاساس ،فإن
اسرائيل وبعض الدول العربية في الخليج تعمل بقدر استطاعتها وبكل طاقتها لجر امريكا والناتو الى اشعال الحرب في المنطقة وتوسعتها وضرب حزب الله والجيش السوري وايران ،لان هولاء هم العائق الوحيد المتبقي امام سيطرة امريكا وحلفائها الغربيين واسرائيل على المنطقة وتطويعها بالكامل لمصالحهم،ظناً من بعض الحكام العرب ان دورهم الاقليمي سيكون اكبر مماهو عليه الان ،واعتقد جازماً انهم اصبحوا اليوم قريبين جداً من تحقيق هذا الهدف،فهناك قيادات عسكرية امريكية بارزة تسعى لتحقيق ذلك خدمة لمصالح بعض الشركات الكبرى،ولتحقيق بعضاً من اطماعهاو طموحاتها الشخصية، وهناك قيادات عسكرية امريكية في المنطقة يمكن تطويعها في سبيل تحقيق هذا الهدف وجر ادارة بايدن الى هذا الفخ الذي تحاول اسرائيل تحقيقه منذ عهد ادارة الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش الابن ،لكنها لم تفلح في ذلك،وأعادة محاولاتها العديدة من جديد في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب،وكانت قاب قوسين او ادنى من تحقيق ذلك ،لكن ذلك لم يتحقق لهم بفضل فهم ترامب لحقيقة الاوضاع العسكرية في المنطقة،ولتجنيب امريكا الدخول في حرب جديدة في المنطقة، على عكس الرئيس بايدن الذي يجهل الكثير عن وضع المنطقة واصبح فاقد الاهلية لقيادة الدولة وللسيطرة على القيادات العسكرية والسياسية،واصبح مستشار الامن القومي جاك سوليفان ووزير الخارجية انتوني بلينكن هما من يقودا سياسية الادارة الامريكية،ويوجهان الجميع داخل البيت الابيض وخارجه،فكان لهما دوراً في تحريك ملفات الحرب في ليبيا والعراق، والدور الاكبر في اشعال حرب اوكراينا وحشد الدعم الكبير لاوكراينا داخل امريكا وخارجها ومن خلفهما وليم بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية الامريكية (CIA)،حيث كان الوزير بلينكن او الواصلين الى تل ابيب بعد ساعات قليلة على انطلاق طوفان الاقصى،وادلى بتصريح مثير للاهتمام وخارج عن الاعراف الدبلوماسية ،تبعه وزير الدفاع لويداوستن بالاضافة لإتصالات جاك سوليفان بالعديد من قادة المنطقة العربية ومع حكام الخليج،وزيارته المتعددة للمنطقة،بالاصافة الى اليوت ابرامز مستشار الرئيس بايدن للعلاقات العامة،وفكتوريا نولاند ،نائبة وزير الخارجية،والتي عملت كمساعدة لنائب الرئيس الاسبق ديك تشيني اثناء غزو العراق، مع تحركات لقيادة القيادة المركزية العسكرية الامريكية واستمرار الحشد العسكري الامريكي الذي لازال يتدفق على المنطقة بشكل كثيف جداً لم يسبق له مثيل،حيث تم إعادة حاملة الطائرات ( ايزنهاور) الى شرق البحر المتوسط من جديد،بالاضافة لإستمرار نقل وحشد مختلف صنوف الاسلحة المتطورة،بل واحدث ماانتجته الصناعات العسكرية الامريكية والغربية، وهنا يكمن الخطر الذي يجعل العديد من المحللين والخبراء يتوقعون بتوسع نطاق هذه الحرب،وهو مادفع العديد من زعماء اوروبيون ورؤساء حكومات حول العالم من اطلاق تحذيراتهم الجدية من اندلاع حرب كبرى يصعب التحكم بها،وقد تجر العالم الى حرب عالمية جديدة ،ضف الى ذلك ان هناك حكام عرب قدموا عروضاً مغرية،بإنهم على اتم الاستعداد لدفع فاتورة تدمير حزب الله وايران مهما كان كلفتها.
صحيح ان امريكا لازالت تصرح ان قواتها حضرت الى المنطقة لغرض الردع ومنع فتح جبهة جديدة ضد اسرائيل،مانحةً الضؤ الاخضر لإسرائيل، بالتفرد بقطاع غزة والضفة الغربية،والمشاركة معها بالخبراء وبكل الامكانيات التقنية اللازمة،لتتولى امريكا وحلفائها الغربيين التفرد بحزب الله والجيش السوري والقوات الرديفة الموالية له على الارض السورية وبعض المناطق المجاورة في المحافظات العراقية،وفي نهاية المطاف ضرب ايران،وهذا مايبدو واضحاً للعيان من خلال التحركات لهذه الحشود العسكرية والتصريحات للقيادات السياسية والعسكرية لإمريكا وحلفائها،على ان تترك مصر لمرحلة لاحقة اذا اقتضت الضرورة الامريكية ذلك.
السؤوال الاهم،ماهو الدور المنتظر لروسيا والصين؟!
وهل يتركوا امريكا والغرب يتفردوا بضرب حلفائهم في المنطقة؟!!!!
المنطقة على ابواب حرب كبرى اصبحت وشيكة،ولامناص من تجنبها