ﻓﺄﻃﺎﻝ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ والزوج في حالة استغراب ﻓﺄﻧﺸﺪ في الحال ﻳﻘﻮﻝ :
اعْلَى الْجَمَال تَغَار مِنَّا
مَاذَا عَلَيْك اذَا نَظَرْنَا
هِي نَظْرَة تَنْسَي الُّوَقَار
وَتَسْعَد الْرُّوْح الْمَعْنَى
دِنْيَاي انتِ وَفَرْحَتِي
وَمُنَى الْفُؤَاد اذَا تَمَنَّى
أَنْتِ الْسَّمَاء بَدَت لَنَا
وَاسَتَعَصَّمّت فِي الْبُعْد عَنَّا
هلا رحمت متيمًا عصفت به الأشواق وهنّا
وهفت به الذكري فطاف مع الدُجى مغنًا فمغنا
هزته منك محاسن غنّى بها لما تغنّى
آنست فيك قداسة ولمست اشراقًا وفنّا
ونظرت في عينيك آفاقًا وأسرارًا ومعنى
وسمعت سحريًا يذوب صداه في الأسماع لحنا
نلت السعادة في الهوى ورشفتها دنًّا فدنّا
…-…-………………….
سمع هذه الأبيات الأديب المصري عباس محمود العقاد فسأل في دهشة ووله من نثر هذه الأبيات دررا؟ فقالوا له شاعر سوداني اسمه إدريس جماع، فسأل أين هو الآن؟ فأجابوه: في مستشفى التجاني الماحي، مصحّة نفسية لمن أصابته قسوة الحياة فعزف عنها واختار الجنون ل يفر بخياله إلى دنيا أحبّ إليه من دنيانا، فقال: هذا مكانه دون أدنى شك، لأن من يُشعر بهذه العبقرية، فهو مجنون (كمجنون ليلى)، لأن هذا الكلام لا يقوله عاقل !!!!