البيت الابيض يقول قبل قليل:(لم نمنح الموافقة على العمليات العسكرية حول مستشفى الشفاء،والخطة والتنفيذ اسرائيليان).
هذا يؤكد انهم لم يجدوا في المستشفى والمباني المجاورة له اي شيئ يذكر، يؤكد الرواية الاسرائيلية،وادعائاتها بإن بعض المباني والاقسام في المستشفى تستخدم للاغراض العسكرية،فحاولت ادارة الرئيس جوبايدن التنصل من الامر،بقولها انها لم تمنح الموافقة على العملية العسكرية في مستشفى الشفاء،بينما في ساعات الفجر
واثناء الاقتحام ،الناطق بإسم مجلس الامن القومي الامريكي جون كيربي قال: لدينا معلومات استخبارية ان اجزاء من المستشفى تستخدم لاغراض عسكرية،ومرتبطة بغرف عمليات وانفاق تحت المستشفى،هذا التخبط والنفاق الامريكي لم يسبق له مثيل،فلولا الدعم العسكري اللامحدود والغطاء السياسي الامريكي لهذه الحرب،لما اقدمت اسرائيل على ارتكاب هذه الابادة الجماعية بحق سكان قطاع غزة .
وزير خارجية الاردن في تصريح له يوم الاثنين الماضي قال:
( نحن نتعامل مع حكومة اسرائيلية تجاوزت كل الخطوط الحمر ومستمرة في جرائمها والقادم اسوأ،لن نقبل بالهرطقات التي تتحدث عن ارسال قوة عربية الى غزة ونرفض غزة لوحدها مفصولة عن الضفة الغربية).
هذا يعني ان الوساطة العربية التي تقودها مصر وقطر ليس من اجل ادخال الاغاثة وفتح الممرات،والافراج عن بعض الرهائن فحسب،بل لاخراج بعض قيادات حماس العسكرية والتي تقود المعارك في ميدان المعركة، وادخال قوات دولية تكون واجهتها عربية مصرية وبإدارة ،،دولية،،.
انا كتبت في مطلع نوفمبر الحالي وقبل وصول وزير خارجية امريكا انتوني بلينكن في جولته الثانية الى المنطقة،انه يحمل في جعبته مشروعاً جديداً كهذا،حيث تتولى القوات العربية مسؤولية ادارة الاوضاع في غزة وتأسس لسلطة بديلة لحماس والاغاثة والمساعدات الانسانية هي المدخل لذلك ،وسوف يتم استغلال هذه المساعدات والحاجة المساة لعامة الناس في قطاع غزة اليها، في هذا الاتجاه،وفي محاولة ايجاد سلطة بديلة تقوم بإلاستلام والاشراف والتوزيع لهذه المساعدات ،،الانسانية،،وهذه الخطة تمت مناقشتها مع بعض الاطراف العربية،وكان ذلك بتوافق ورضاء بعض الانظمة العربية،وهاهي اليوم تتضح الامور اكثر،بعض الانظمة العربية المتخاذلة، تريد ان تحقق لاسرائيل انجاز سياسي على الارض لم يستطيع الجيش الاسرائيلي انجازه ميدانياً ،رغم استخدامه لكل اساليب البطش والابادة ضد المدنيين الفلسطينيين،وهذا كله إرضاء لحليفتهم امريكا وعصابتها النازية في فلسطين.
لقد أمل الناس خيراً على انعقاد القمة العربية- الاسلامية الطارئة في الرياض وعلى قراراتها لانقاذ الارواح في فلسطين،لكن القمة وقراراتها ذهبت ادراج الرياح وكلن عاد الى حصنه،وكأن الوضع لايعنيه،وتبخرت تلك القرارات قبل ان يجف حبرها.
نجدد التأكيد ان تخاذل الانظمة العربية وصمتها على مايحدث اليوم في فلسطين والاستهانة وعدم
المبالاة على ابادة وتهجير الشعب الفلسطيني ستكون له عواقب وخيمة على المنطقة العربية بإكملها،وسيؤدي غداً بالضرورة الى ابادة وتهجير شعوب دول عربية اخرى وتطبيق سياسة الاحلال والاستيطان والسيطرة على ثروات هذه الشعوب من قبل قوميات واجناس واعراق اخرى من خارج المنطقة ،بدعاوى دينيةو خرافات واساطير لاعلاقة لها بالاديان ولابالتاريخ الحضاري للمنطقة واهلها،ويتم التفرد بالدول العربية واحدة تلوى الاخرى.