(قُـمْ للمعلّمِ وَفِّهِ التبجيلا… كادَ المعلّم أن يكونَ رسولا)
من هذه الكلمات نستمد مكانة المعلم.. ولكن من هو المعلم الذي قصده احمد شوقي؟
هل هو ذاك الذي مثل رمزية الرسالة التعليمية في عقود مضت..وأستطاع بناء فكرآ في مدارك تلك الاجيال التي صنعة الكثير من التحولات الوطنية والقومية بفضل ذلك المعلم المهاب بعلمه واحترامه لرسالته، ومكانة شخصيته،كصانع اجيال….
او المقصود هو معلم اليوم من أشباه مدير مدرسة الشهيد/ لبوزة بالحبيلين؟ الذي ترجم بشكل موجز واقع حالنا التربوي والتعليمي في هذا البلد…..الذي أحال كلمة احمد شوقي..إلى حروف غير ذات معنى…بعد إستبداله لكلمة (قف للمعلم) إلى مطالبة الطالب في المدرسة بأن يذهب إلى المعلمين في المدرسة فقط ليعطيه هو درجاته السهريه مع ملفه المدرسي ( ليركع لهم!! )
إنها حقبة زمنية رثة بحق،وهناك من يغرس في ثقافة الاجيال عبودية الركوع..
( ماهي المشكله)
من شكوى مقدمة من ولي أمر الطالب/فيصل أنيس سالم علي..إلى مدير التربية والتعليم بالحبيلين..والمرسل نسخة منها لوزير التربية،وجهات رسمية اخرى.
والتي نسرد بعض وقائعها فقط لإظهار الحال الذي وصل اليه التعليم في البلاد..
(جاء في الشكوى)
بأن إبنه الطالب فيصل في الصف الأول الثانوي قد تعرض لمحاولة إعتداء بالضرب بسيخ حديد، وكذا حرمانه من الدراسة من قبل مدير مدرسة الشهيد لبوزه..ليس لجريمة أرتكبها،غير أن إبنه يحدث زميله،في وقت لم يكن هناك مدرس بالفصل، وحينما هما المدير لضربه أعترض أبنه على إستخدام سيخ الحديد بعتبار ذلك الأمر يتعارض مع العقوبة التربوية..
ولكون الطالب،قد أعترض على التصرف الغير قانوني او تربوي من قبل المدير…..لم يجد من وسيلة إذلال للطالب غير الطرد والفصل من المدرسة،وهي إجراءات تتعارض مع نصوص قانون التعليم،ولوائحه التربوية…
وبما ان ولي أمر الطالب كان في مديرية الشعيب، تكفل جده بالذهاب إلى مدير المدرسة بهدف إعادته للدراسه،إلآ أن المدير الموقر
تناسى كما يبدو آنه موظف حكومي مهمته خلق اجيال خالية من العقد والعصبيات، والتملك بالحقوق العامه..فحلف اليمين بعدم إعادة الطالب!! كانه بذلك يحلف على حق شخصي او عائلي يعود الى الملكية الخاصة…لياتي في اليوم التالي خال الولد مراجعا ،فيكرر المدير يمينه المغلضه بعدم إرجاعه إلى المدرسة!!
ذهب خال الولد وجده إلى أحد جيرانهم لإيجاد حل لولدهم فتواصل مع مدير مديرية حبيل الجبر كونه زميل دراسه للمدير ،وبدوره أتصل بمدير المدرسه،والذي أجاب عليه ان الطالب قد شتمه،وغلط عليه في مكتب التربية بالمديرية..قائلآ ان الطالب رفض حضور ولي أمره…
لذلك قام مدير المديرية بطلب مدير المدرسه حضور ولي أمر الطالب الحضور، ويقول الاب تركت عملي في الشعيب..لكي أقابل مدير المدرسة،الذي واجهنا بكلمات لاتليق برجل تربوي ان يقولها.
حالفآ يمين طلاق بأنه لن يعيده الى الدراسة الا بعد ان يضربه،كونه قد وضعه في راسه!!! واردف المدير قائلآ..
أبنك سبنا في مكتب التربية..
يقول الآب في شكوته…
تناسيت ماقاله المدير عن الرغبة في ضرب ابني، ان كان حقاً قد سب معلمه ساكون شريكه في ضربه….
شديت إبني مهرولا الى مكتب التربية لمعرفة الحقيقة فيما إن كان إبني قد شتم مدير المدرسه..حينما كان مرافقا لوالدته هناك لإستكمال إجراءات عملها….
حيث قال الموظفين.. كان إبنك هنا برفقة أمه، وبالمصادفة دخل مدير المدرسة،حينما نظر إلى إبنك.. قال له انت مفصول،ليسئله عن من تجلس بجانبه،لكن الولد أسرع في الأجابة قائلاً له ولي أمري ليس هنا يا استاذ/ وغداً سيصل وسيحضر إلى المدرسه،لكن المدير كان يكرر نفس السؤال والولد يجيبه بذات الأجابه..
فاندفع مدير المدرسه محاولآ الوصول إلى الولد، إلا اننا سحبنا المدير.. وقلنا له هذه المشكلة موقعها في المدرسة وليس هنا…هذا ماقاله شهود الواقعه…
آي أن إدعاء المدير كان إفتراء على الولد،ولم يشتمه،او يتلفظ بحروف سيئة ضده….ذهبت الى المدير مرة اخرى،وقلت له سالتزم لك عن ابني ،وهو إرضى له،كون ابني لم يرتكب خطاء…قال حتى وان تم إعادته الى المدرسه ساقوم بترسيبه!!
حينها أدركت ان الأمر لايتعلق بابني،وان مدير المدرسة يضمر شئ في نفسه،لكني اجهل مايضمر،فلا يمكن أن يكون ذلك التعسف والاستفزاز الا لوجود امور خفية في ضميره المجرد من القيم التربوية والتعليمية.
ونظراً لذلك… كما يقول ولي امر الطالب.. وجدت ان الحل يتمثل بنقل إبني إلى مدرسة تبعد 15 كيلو متر عن منزلنا..
ولكون النقل يتطلب ملف الطالب والدرجات الشهرية من المدرسة الى الاخرى…
رفض المدير…الذي أصبح في زمن الغرائب صاحب مدرسة الشهيد لبوزة.هو المالك وليس الموظف!!
ليقول لولي أمر الطالب.. ليس لي علاقة بكشف الدرجات الشهرية…إذا يريدها يذهب ويركع للمدرسين!!!
زمن عجيب…وهنا السؤال للجهات المختصة لإدارة التربية والتعليم والسلطة المحلية ..
هل هذه التصرفات الغير مبرره،وغير منطقية،يمكن لها ان تمنح هذا المدير صفة مربي الاجيال؟
هل ستكون الاجيال مع أمثال هكذا تربويين،ذات قيمة نفعية للوطن،اذا ما أستمرة دوامة زرع العقد وخلق جيل مأزوم بما ينتجه عقل المعلم والتربوي ويزرعه في عقولهم وحتى سلوكهم؟!!!
التعليم في خطر.. والأجيال إلى ضياع.. مالم يتم إعادة النظر في استمرارية هذا المدير وفي تربية المعلم وتأهيلة في كيفية التعامل مع الطلاب،ليزرع فيهم روح المحبة للعلم،والابداع والقدرة على العطاء والتجديد في مجتمعه….وليس تربية جيل علمه تسلط،وخنوع،وعبودية